يقول السائل : نرجو توضيح الموضع:(5/260) في البحر المحيط للزركشي في حديثه عن الاعتراضات الواردة على القياس والعلة "و تنقسم في الأصل إلى ثلاثة أقسام : مطالبات و قوادح و معارضة.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; هذه يذكرها العلماء وهي يعني القوادح في القياس أو معارضة القياس ما يسمى الإعتراضات، وأنّ الإعتراضات على القياس ثلاثة أنواع وهذا من علم الجدل في الحقيقة، المطالبة معناها مطالبة الذي يقيس بالدليل الذي جعله أصلًا في قياسه، قد يكون هو بيان العلة أو الوجه الذي ألحق هذا الحكم بهذا الأصل، يريد المطالبة بالدليل عليه هذا هو معنى الإعتراض هو مطالبته بالدليل، لأن الذي يقيس يستدل فيقول قياسك يحتاج إلى دليل بيّن، كأن يقول وضح لي هذا الدليل، القوادح هي في الحقيقة فوق ذلك، وكأن الذي يطالب بالدليل لم يظهر له القياس، يريد أن يستوضح القياس، فهو مستوضح ومستفسر عن هذا القياس، والقادح مطّلع على قياسه وعرف قياسه وأفسده بمقدماته ونتائجه ويقول قياسك هذا فاسد، إما أن يكون معارض للنص، فيكون فاسد الإعتبار، وهو إبطال القياس في مقدماته ونتائجه، بأن يكون نفس القياس لا يصح أو يكون القياس مخالف للنص، المعارضة وسط بينهما هي أعلى من المطالبة ودون القوادح، المعارض لا يفسد الدليل، والمعارض أيضًا لا يستفسر، المعارض فهم قياسه لكن لم يقوى إعتراضه على الإفساد، ولم يكن القياس خفيًا عليه حتى يقام الدليل، إنما يعارض، من عرض الشيء أي قابله مثل إعتراض، فالمعنى يكون القائل عنده دليل استدل به، والمعارض يقول عندي دليل أخر يعارض قياسه فيكون في هذه الحالة النظر الترجيحي بين هذين الدليلين تعارض، وهو تعارض ليس في نفس الأمر تعارض في الظاهر، هذا إذا كان الدليلان شرعيين، أما إذا كان الدليل بين متنازعين فهذا يفردونه وإن كان المسألة من أصلها فالحقيقة عند التحقيق لمخالفتة للدليل الصحيح، فهذا قد يكون يعارض المخالف له وإن كان في نفس الأمر المسألة ضعيفة، فهو يعارضه بدليل آخر، هذا معنى ما ذكروه والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.