مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل : هل المعلوم بالضرورة يختلف من بلاد إلى بلاد؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; المعلوم بالضرورة يختلف من شخص إلى شخص, ومن زمان إلى زمان, ومن بلد إلى بلد, و من مسألة إلى مسألة, فقد يكون شيء معلوم بالضرورة عند شخص وعند شخص آخر ليس معلوم بالضرورة فالذي يعلمه أهل العلم من الأشياء الضرورية غير الذي يعلمه عامة الناس, كذلك قد يكون الشيء هذا في بلاد انتشر فيها العلم وظهرت فيها السنة فيكون العلم به ومعرفته معلوم من الدين بالضرورة, وفي بلاد أخرى قل فيها العلم وكثر فيها الجهل فيكون الشيء الذي هو معلوم بالضرورة في هذه البلاد لا يعلم فيها هذا الشيء وهكذا ، وهذه تفاصيل واسعة ولهذا أهل العلم يعلمون بمسائل ربما لا يعلمها كثير من الناس, بل ليس لهم بها علم.يعني من المعلوم بالضرورة عند أهل العلم أنه صلى الله عليه وسلم سجد للسهو(1), وأنه قضى بالدية للعاقلة(2), وكذلك قضى بالشفعة صلى الله عليه وسلم (3), إلى غير ذلك من المسائل التي هي عندهم من الأمر المقطوع به, وربما غيره لا يعلم هذا الشيء وكذلك من بعض المسائل التي وقع عليها الإجماع عند أهل المعلوم بالضرورة وغيرهم ليس عنده بذلك خبر, فلا شك أنه يختلف.ويحكم على الشخص على ما وصله وبلغه من العلم, لكن بشرط أن لا يكون هناك تفريط يُنسب فيه إلى تضييع هذا الشيء الواجب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) حَدِيثُ عبد الله بحينة رضي الله عنه أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ الظُّهْرَ فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ وَلَمْ يَجْلِسْ فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى إذَا قَضَى الصَّلَاةَ وَانْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ كَبَّرَ وَهُوَ جَالِسٌ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ ثُمَّ سَلَّمَ. أخرجه البخاري (1224).و مسلم (570). (2) أخرجه البخاري (6910).و مسلم (1683). (3) أخرجه البخاري (2213).و مسلم (1610).


التعليقات