يقول السائل : هل الإجماع مصدراً من مصادر الشريعة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
نعم، الإجماع مصدر من مصادر الشريعة، وهو محل إجماع، وأهل العلم يقولون: الكتاب، والسنة، والإجماع. وقال سبحانه وتعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}([1])استدل بهذه الآية العلماءعلى حجية الإجماع.والأدلة في الإجماع كثيرة لأهل العلم؛ مبسوطة في كلام أهل العلم وهو دليل على الدليل،لكن هو ليس دليل بنفسه.
هل هو بعد النبي أم وقت النبي عليه الصلاة والسلام؟ بعد وفاة النبي. لا إجماع إلا بعد وفاة النبي؛ فهو دليل على الإجماع، ليس أنه دليل، ولهذا لا يخص به بخلاف القياس؛ فإنه يخص به عند الجمهور لأنه يؤخذ من الأدلة، أما الإجماع فهو دليل على الدليل.ثم الإجماع؛ إما أن يكون مستنده دليل نص؛ هذا يكون قطعياً، وإما أن يكون مستنده استنباطاً، أو فهماً مجمعاً عليه؛ يعني العلماء يجعلوا العلة مجمع عليها هذا أيضاً إجماع في الغالب يكون مقطوعاًبه، وإما أن يكون مستنده دليل مختلف فيه هذا في الغالب لا يقع فيه إجماع؛ وهو الإجماع الاستقرائي، الإجماع الظني.
والإجماع؛ إجماعان: الإجماع الذي وقع عليه الإجماع هو الإجماع القطعي وهو الذي يكفر منكره، لماذا؟ لأنه ينكر دليلاً قطعياً. يعني العلماء اختلفوا في منكر الإجماع فمن كره بعدما يعرف الدليل يكون رداً للدليل على قائله إما في كتاب الله، أو في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام. وهذا لا شك لا يجوز، هذا ردة وكفر لا يجوز، لكن إذا كان مستنده؛ دليل مستنبط، أو دليل محتمل هذا في الغالب ما يكون إجماع قطعي يكون إجماعاً استقرائياً، ولهذا عند التتبع نرى أن فيه خلافاً، وسبق وذكرت أن كثير من الإجماعات التي تُحكى تكون إجماعات استقرائية لبعض العلماء؛ ولهذا قال بعضهم: إن "ابن جرير"، و" ابن المنذر" لا يرون خلاف الواحد، والاثنين معتبر، فإذا رأوا مثلاً: هذا قاله عامة العلماء، وخالف فيه واحد أو اثنان؛ يحكونه إجماعاً، ويجعلون قوله شذوذاً، ويحكون الإجماع، ومنهم من نازع في هذا، لأن قد يكون هذا المخالف قوله هو الصحيح.