الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; في الصلاة لا يجوز إلا في أحوال خاصة، فبعض الناس ينام ويستيقظ على صلاة العصر، ونام عن صلاة الظهر غافلاً، فصلى صلاة العصر ونسى صلاة الظهر إما لنوم أو نسيان أو نحوه. فلما كبر لصلاة العصر وصلى ركعتين تذكر أنه لم يصلي الظهر هل يقلب النية بصلاة العصر أم لا؟ لو قلبها بطلت صلاته فلا تصح لا للظهر ولا العصر،لا يصح بناء صلاة فرض على صلاة فرض، هذا محل اتفاق بين أهل العلم، لكن في هذه الحالة ماذا يصنع؟ الصحيح أنك تكمل صلاة العصر التي أنت بها ثم تصلى صلاة الظهر بعدها. وهل تعيد صلاة العصر؟ الصحيح: أنه لا يلزمك لأن الترتيب واجب ويسقط عند النسيان على الصحيح، لماذا قلنا هذا؟ لأنه ورد فيه نص خاص والعبادات توقيفية لا يجوز لنا أن نغيرها من قبل أنفسنا. ولذا لما ورد في الحج والنسك هذا الشيء انتهينا، عندما علمنا من السنة، والحكمة أن الحج في الغالب يؤتى من بلاد بعيدة قال الله تعالى: {وَتَحْمِلُأَثْقَالَكُمْإِلَىبَلَدٍلَمْتَكُونُوابَالِغِيهِإِلاَّبِشِقِّالأَنفُسِ}^([1]) ثم أن أعماله كثيرة، والقاعدة الشرعية أن العمل الذي يكون كثير يخفف فيه، بخلاف العمل الخفيف، انظر إلى الصوم لما كان الصوم يطول فمن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه يجوز للإنسان أن ينوى من وسط النهار أن يصوم ولو كان قبل ذلك لم ينوي الصوم أي يدخل بالنية في وسط النهار بخلاف الصلاة، يجوز أن تقلب الصلاة، تقلب الأكبر إلى الأصغر، لا الأصغر إلى الأكبر،وكذلك الحج، أنت مثلاً دخلت صلاة الفرض صلاة الظهر تصلي،ثم رأيت جماعة يصلون وعلمت أنهم يصلون الظهر، وأنت الآن تصلي فماذا تصنع؟ جمهور العلماء يقولون: تقلبها نافلة،تتحول النية من الأكبر إلى الأصغر، الفرض أكبر من النافلة، ثم تخففها ثم تلحق بهم، وهناك قول أقوى وأجود يقولون: لا تقلب خاصة إذا كانوا قريبين، امشِ والحق بهم وكبر معهم هذا قول جيد، لكن إذا كنت في آخر الصلاة أو قريب منها ولا تخشى أن يفوت فلو احتطت وقلبتها إلى نافلة فتخففها ثم تلحق بهم، هذا أولى. وهنالك صور أخرى مثل دخول النيات بعضها في بعض كما تقدم معنا، أنك تدخل عدة نيات في نية واحدة، ربما خمس أو ست نيات في عمل واحد، وذكرنا صورتها مرة أو مرتين. صيام النذر وصيام رمضان هذا إذا نصصت قلت مثلاً لله عليّ أن أصوم رمضان أو قلت لله عليّ أن أصوم شهراً نذر مطلق، في هذه الحالة لا بأس أن تجعله في شهر رمضان.