شيخنا جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، يقول السائل: من هو الذي قسم العلماء إلى ثلاثة: عالم بالله،وعالم بأمر الله، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
هذا المشهور أنه يحيى بن معاذ الرازي، أيضاً جاء عن سفيان بن سعيد الثوري نحو من هذا الكلام -رحمه الله-.(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة فاطر آية رقم (28) : } إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء { برفع العلماء يقول ابن عباس رضي الله عنه في تفسير هذه الآية كما جاء في مختصر تفسير ابن كثير (3/146) قال : الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير وقال ابن لهيعة عن ابن أبي عمرة عن عكرمة عن ابن عباس قال العالم بالرحمن من لم يشرك شيئاً وأحل حلاله وحرم حرامه وحفظ وصيته وأيقن أنه ملاقيه ومحاسب بعمله وقال سعيد بن جبير الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل وقال الحسن البصري العالم من خشي الرحمن بالغيب ورغب فيما يرغب الله فيه وزهد فيما سخط الله فيه ثم تلا الحسن } إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ{ وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال ليس العلم عن كثرة الحديث ولكن العلم من كثرة الخشية، وقال أحمد بن صالح المصري عن ابن وهب عن مالك قال إن العلم ليس بكثرة الرواية وإنما العلم نور يجعله الله في القلب قال أحمد بن صالح المصري معناه أن الخشية لا تدرك بكثرة الرواية وإنما العلم الذي فرض الله عز وجل أن يتبع فإنما هو الكتاب والسنة وما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من أئمة المسلمين فهذا لا يدرك إلا بالرواية ويكون تأويل قوله نور يريد به فهم العلم ومعرفة معانيه وقال سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن رجل قال كان يقال العلماء ثلاثة : عالم بالله وعالم بأمر الله وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله فالعالم بالله وبأمر الله الذي يخشى الله تعالى ويعلم الحدود والفرائض والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود والفرائض والعالم بأمر الله ليس بعالم بالله الذي يعلم الحدود والفرائض ولا يخشى الله عز وجل.