أحسن الله إليكم، هذا سائل يسأل عن حكم بطاقات التخفيض، أحسن الله إليكم.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; بطاقات التخفيض هذه ينظر، إذا كانت بطاقات تخفيض التي تشترى ؛ فهذا في الحقيقة نوع من القمار ولا يجوز، وهذه لها شركات الآن تتلاعب بأموال الناس بل تتلاعب بعقول الناس، يعني شركات تتفق مع مصدرين للبطاقات فيصدرون بطاقات مثلاً بمائة ريال، بمائتي ريال، بخمسمائة، بألف .. ونحو ذلك. ويتفقون مع الجهات ومع شركات يتعاملون معها وعلى هذا يكون الأمر دائرًا بين الغنم والغرم. وفي الغالب أن أصحاب هذه البطاقات ومن اتفقوا معهم هم الذين يغنمون، وهذا هو الذي يغرم، وهو الذي تذهب أمواله، وهذا نوع من القمار ونوع من اللعب بعقول الناس وأموالهم فلهذا هذه لا تجوز، وفيها في الحقيقة مفاسد كثيرة. فالإنسان يدفع مالًا، ثم يدور الأمر بين أن يشتري هذه البطاقة ويأخذ التخفيض. وربما لا يحتاج إلى هذه البطاقة فلا يستفيد من المبلغ الذي فيها، وربما تكون الفائدة مضاعفة وهذا وإن كان في الغالب في حق مشتريها هو النادر والأكثر أنهم يأمرونه فلهذا لا يجوز. أما إذا كانت البطاقات بطاقات مجانية أو كما يسمي بعض المحلات، يجعلون نقاط تراكمية مثل بعض المحلات يجعلون نقاط تراكمية؛ فإذا اجتمع للشخص عدة نقاط يجعلون له مثلاً جائزة أو يخفضوا له مثلاً في السعر؛ بمعنى أنه إذا اشترى من هذا المحل عدة مرات تحسب له نقاط؛ أو يعطى بطاقة مجانية لكل شراء، وكل زيارة تكتب له ويحسب له فيها شيء من المال مثلاً في المائة، إذا اشترى بمائة ريال مثلاً يكون له ريالان ونصف مثلاً في بعض المحلات أو أقل أو أكثر فإذا اجتمع مثلاً أو اشترى بألف ريال صار له مثلاً خمسين ريالا أو خمسة وعشرين ريالا. المقصود هذا لا بأس به. غاية الأمر أنه من باب الحوافز، ومن باب تخفيف السلعة. والمقصود منه جلب الزبون هو في الأصل لا بأس به من جهة التقعيد؛ لأنه لا غرر فيه ولا مخاطرة ولا ربا. إنما في الترغيب للزبون وتحفيز للشراء، إنما يأتي الإشكال من جهة أنه قد يكون فيه نوع احتكار للزبائن في هذا المحل وجلبهم إلى محل دون غيره من المحلات وصرفهم عن غيره هذه جهة إشكال. وربما أن هذا في زمن حينما تكون المحلات يحصل ضرر لكثير من المشترين في رفع السلع فيحتاج مثلاً إلى بعض المحلات التي تكون أسعارها أنزل؛ لأن المحلات في الحقيقة قد لا تراعي أحوال المشترين، وربما يحصل ضرر بهم، فيغتنم فرصة بعض المحلات التي فيها تخفيض، في هذه الحالة لا بأس خاصة مع كثرة السلع، ولا يظهر أثر مثل هذه البطاقات، لا يظهر أثرها فالمحلات كلها تبيع على حالها ولا يظهر أثر في هذه الحالة لا بأس، لكن مع ذلك في الغالب أن هذه الحوافز وهذه النقاط سواء كانت نقاط تراكمية أو بطاقات مجانية في الحقيقة أنك حينما تنظر تجد أن السلع التي تباع تكون بأثمان مرتفعة، ولا يستفيد منها المشتري في الحقيقة فائدة تذكر. وذلك ربما أن السلعة في محل آخر يجدونها بثمن أخفض بدون بطاقات تخفيض مجانية أو بدون نقاط تراكمية فعلى من يتعامل أن ينتبه حتى لا يكون جلب الزبائن إلى جهة هي في الحقيقة تخفيضها صوري وليس حقيقي دون جهات أخرى ليس عندها تخفيض ولا نقاط لكن أسعارها معقولة ، نعم .