أهديت لولد خالتي جوالًا بمناسبة ترقيته، هل في الإسلام ما ينكر ذلك، وهل يحق ليَّ إرجاعه؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
بل في الإسلام ما يحث على ذلك، لا ما ينكر، الهدية مشروعة، والهدية مطلوبة، ليست فيها ريبة، وليست محلًا لدفع حقٍ، أو تحقيق باطل، فهي من العمل الصالح، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: «تهادوا تحابوا»(1).
وجاء أحاديث في هذا الباب كثيرة، معروفة، والنبي كان يهدي ويهدى إليه، وكان يقبل الهدية ويثيب عليها كما عند البخاري عن عائشة، (2)فالهدية مشروعة، والسؤال مجمل، إن كان هنالك سبب لرد الهدية مثل أن يكون ابن خالتك مثلًا يعمل في جهة، فلم يكن بينك وبينه تهادي قبل، ثم لما صار يعمل أهديت له بعد ذلك، في هذه الحالة الهدية التي تكون سابقًة أو جاريًة قبل، فهذا لا بأس، والهدية التي يكون موضع ريبة، ويخشى مثلا أن تكون سببًا في تقديمه على غيره، فينبغي أن يتوقف فيها،فأقول الجواب يتوقف على معرفة الحال، لكن الأصل هو مشروع الهدية، وقبولها كما كان عليه الصلاة والسلام يقبل الهدية ويثيب عليها.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حديث " تهادوا تحابوا " أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/208)، والبيهقي (5/84)، وأورده ابن طاهر في مسند الشهاب ص: (153) من طريق محمد بن بكر ، عن ضمام بن إسماعيل ، عن موسى بن وردان ، عن أبي هريرة ، وإسناده حسن ، و قال الشيخ الألباني: حديث حسن، انظر إرواء الغليل حديث ( 1601 ).
(2) عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها " .
أخرجه البخاري في صحيحه (2585).