• تاريخ النشر : 17/08/2016
  • 246
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - الحج 1436
السؤال :

يقول السائل : اذا طلب منى ولى العمل أو المسئول المباشر أن لا أحضر إلى العمل وأكون تحت الطلب في حالة الاحتياج إليَّ مع العلم بأن غيابي لا يشكل أي مضرة للعمل؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; ليس له ذلك، وليس من حقه أن يأذن له،إلا إذا كان مأذونًا له من الجهة التي لها هذا التصرف، فنفس مسؤولك المباشر هو محاسب مثلك، لو تأخر ما يجوز له ذلك إلا بعذر، ولو أراد هو أن يترك العمل: لابد أن يقدم طلبًا بذلك لأخذ إجازة ونحو ذلك، وهو مثلك سواء، إلا إذا كان قد فُوِّضَ في هذا من جهة ولي الأمر أو من يقوم مقامه تفويضًا واضحًا بأن من رأى أن يأذن له فلا بأس. ثم هذا لا يمكن يقع فى الحقيقة، لا يمكن لأن فيه اخلال بمصالح المسلمين، لا يمكن أن يقع، قد يقع هذا على لأسباب في جهات يعلم أن أصحابها من جهة وأصحاب العمل يحتاجون، لأن عملهم عمل شديد وكثير بذل التعب، وما يقدم لهم من مرتب لا يكون مقابلًا للعمل، لذلك ربما لو شدد عليهم لتعطلت هذه الجهة وذهب الموظفون فيخول للرئيس والمدير أن يجتهد فى الاذن لمن يشاء مع أن يكون على سبيل التوزيع بينهم لا لمصلحتهم، لمصلحة العمل حتى يستمر. أما يكون محاباة: هذا لا يجوز، لا لذكر ولا لغيره، كونك تقول: إنه لا يضر العمل، من قال لك أنه لا يضر العمل؟ هذه دعوى منك، ثم أنت مستأجر من قبل الجهة التي تعاقدت معها، سواء كان قطاعًا عامًا أو خاصًا، ولهذا لو كنت في قطاع خاص، ومدير الشركة  مسؤول إلى مالك  الشركة، لم يكن له الحق أن يتصرف في هذه الشركة الذي هو مدير لها من قبل مالك الشركة إلا بإذن من مالكها، ولو أنه صار يأذن لهؤلاء الموظفين، من شاء يأذن له، ومن شاء تركه، وعلم به مالك الشركة جعله خيانة، ربما حاسبه واشتكاه، واقتص منه فيما فات من خسارة عليه، هذا واقع. إذا كان هذا في القطاع الخاص الذي تعاملهم خاص، فكيف بالقطاع العام الذي لعموم الناس! فالأمر فيه أشد وأبلغ، والأخذ من هذا المال من بيت المال في القطاع العام أشد، والسرقة من المال الخاص، خصماءك في هذا خاصون، وهم متعلق بالقطاع الخاص. أما خصماؤك في باب القطاع المعام: عموم الناس الذين لهم علاقة أو مصلحة في هذه الجهة. وأنت إن كان عندك خادم أو سائق في بيتك وعمل في الصباح يعمل، يعني عندك أعمال في أول النهار، وعنك أعمال في آخر النهار، وما بينهما في هذا الوقت ليس عنده عمل، فجئت وبحثت عنه في وسط النهار أنت، ربما عرض لك شيء وبحثت عنه أو اتصلت عليه: أين أنت؟ فقال لك: أنا ما عندي عمل، عملي عندك من أول النهار وآخر النهار، هذا ما كلفتني بشيء. وأنت مستأجره أصلًا طول الوقت، يكون هذا الخادم خادم سوء، أو السائق سائق سوء، لا ترضى، وتعلمه وتحاسبه تقول: أنا أملك وقتك كله، إلا ما خرج من الشرع أوقات الصلوات ونحو ذلك، فلا ترضى هذا التصرف نعم هذا هو الواجب على من كان موظفًا عند الدولة وغيرها.


التعليقات