الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; الأصل أن من يعمل في داوم في حكومة أو غيرها أنه مستأجر أنه أجير فالواجب عليه أن يؤدي العمل، فإذا كان نومه يعني هو في الحقيقة يحضر العمل ويؤدي العمل بمعنى أنه دوامه لا يحصل فيه التفريط ويكون موجود فلو طلب منه العمل فإنه مستعد له، ثم بعد ذلك يغلبه النوم لا بأس بذلك، إلا إذا كان نومه يمنع المراجعين من إنهاء معاملاتهم مثلاً أو ربما يأتون وينحرجون منه فلا يوقظونه ونحو ذلك ففي هذه الحالة عليه أن يحتاط. أما إذا كان يغلبه النوم وهو في مكانه في مكتبه هذا لا بأس به؛ ولهذا الإنسان قد يغلبه النوم في الصلاة والصلاة وظيفة واجبة ومع ذلك وإن كانت حقوق الله عز وجل مبنية على التخفيف كما لا يخفى لكن الشأن أن من ينتظر العمل من هو في مكان عمله فهو في حكم العامل كذلك المصلي الذي ينتظر الصلاة وإن كان نائماً فهو في حكم المصلي وفي حكم منتظر الصلاة.  كذلك الإنسان الموجود في العمل وإن غلبه النوم وإذا طلب منه العمل فإنه يعمل فهذا لا بأس به إنما المحظور هو كونه يترك العمل أو يخرج من العمل بلا ضرورة أو عذر يسوغ ذلك ، نعم .