ما حكم من تحصل على شهادة جامعية عن طريق الخلط بين المجهود الخاص والغش فى الامتحان هل يجوز العمل بهذه الشهادة؟ مع العلم فضيلتكم أن هذا الشخص نادم على هذا الفعل وعاهد الله على عدم العودة إليه فى المستقبل وقد أكمل دراسته بعد ذلك إلا إنه تحصل على شهادة تابعة لدراسته السابقة بمجهوده ؟
الحمدلله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد ,
لاشك أن الغش حرام بجميع أنواعه وثبت ذلك الأخبار والأدلة ومما صح فى ذلك قوله عليه الصلاة السلام " من غشنا فليس منا " وفى لفظ " من غش فليس مني" (1) ولاشك أن الغش فى الشهادات والامتحان غش لنفسه أولاً، وكذلك للجهة التى يريد أن يعمل فيها لكن إذا كان الأمر كما ذكر فهذا يختلف، إن كان الغش فى جميع الشهادات هذا له حكم وإن كان الغش كما ذكر السؤال فى الشهادات الأولى ثم بعد ذلك تحصل على شهاد تخرج بها وهى خالصة من الغش، فعلى هذا الطيب يزيل الخبيث والحسنات تمحو السيئات، وهى توبة وتجب ماقبلها وذلك أن العبرة بالنهاية والعبرة بالخواتيم.
وأيضا نعلم أنه مما دلت عليه الأدلة أن العمل إذا كان على صفة ناقصة ،ثم بعد ذلك عمله على وجه صحيح فإنه يكون عمله ، على ما استقر عليه، كمن أخذ عمرة ثم ترك منها شيئا واجباً أو ترك ركناً كالطواف ثم بعد ذلك هو جاء بعمرة كاملة فإن عمرته هذه تقع موقع تلك، وتكملها ويحسب له عمرة تامة، وهذا إذا كان فى حق الله سبحانه وتعالى فى العمرة.
كذلك أيضاً فى مثل هذا من باب أولى لكن فيما يظهر أن المعول عليه هو ما استقر عليه أمره والشهادة التى تخرج بها والتى يتحدد بها مستواه كما تقدم، وعلى هذا فراتبه طيب والمقصود هو أنه أدى الشهادة المطلوبة فى عمله مع أن عليه أن يتوب وأن يستغفر الله سبحانه وتعالى مما وقع منه من هذا العمل.
وأيضاً أنبه أن منه تزوير الشهادات هذا له حكم آخر يختلف وذلك أن الشهادة التى أخذها الإنسان وكانت الشهادة كما تقدم خالية من الغش فإنه عمل وتقدم إلى الجهة بهذه الشهادة فعلى هذا أدى العمل على الوجه المطلوب وراتبه حلال أما إذا كانت مزورة فهذا له أحكام وفيه تفصيل يختلف عن هذه الحالة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كلا الروايتين في صحيح مسلم رقم (104).