عندي طفلان الصغيرة ستة سنوات وزوجي لا يريد الإنجاب مرة أخرى، حاولت معه كثيراً لكنه يرفض مجرد التكلم في هذا الموضوع. فماذا أفعل؟
الحمدلله ... والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد
كثرة الذرية خير ولهذا النَّبي عليه الصلاة والسلام يقول: " تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ، إِنِّي مُكَاثِرٌ الْأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)وجاء في هذه أخبار عدة عن النَّبي- عليه الصلاة والسلام -وحث بذلك حديث أنس وحديث معقل بن يسار(2).
فأقول للأخت عليها أن تجتهد مع زوجها، وأن تبين أن وجود الذرية بركة، وخير عليكما جميعاً. فإنه إن كان هناك ما يدعو للتوقف وقت يسير وفترة مؤقتة هذا لا بأس يعني من جهة حتى يكبر الأولاد، حتى لا تضعف المرأة أو لا تتضرر بضعف بدنها أو مرضها.
أما إن كان كما ذكر وهي التي تريد ذلك، وليس هناك شيء يمنع بل هي ترغب في ذلك، وأن منع الزوج مجرد تشدد في الأمر فهذا في الحقيقة منهي عنه، وقد يكون محرماً حينما يكون سوء ظن بالله- عزَّ وجلَّ -حينما يخشى من الكثرة ونفقة الأولاد،فمثل هذا الموضوع في الحقيقة، ينبغي أن يعالج بحكمة، وإن رأيتي أن النقاش فيه يثيره، فعليك أن تستعيني بمن يكون له تأثير عليه من قرابتكِ أو قرابته لعله يقنعوه بهذا الأمر وببركة الأولاد والذرية، ويحذره من هذا الأمر خاصة حينما يكون عن سوء ظن وما أشبه ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حديث أنس بن مالك عند أحمد في "مسنده" (12613)، والطبراني في الأوسط (5095) والبزار- كشف الأستار (1400). وسعيد بن منصور في سننه 490 وصححه ابن حبان في "صحيحه" (4028)،
(2) حديث معقل بن يسار عند أبي داود في سننه (2050) ، والنسائي في الصغرى 6 /65-66، وصححه ابن حبان (4056).