يقول السائل : من أين يحرم أهل مكة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
من جاء إلى مكة يريد النسك قاصدًا عمرة، في هذه الحالة يحرم من الميقات، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: حتى أهل مكة من مكة هذا في الحج(1)، وهذا العموم خصه بحديث عائشة، عائشة أمرها النبي عليه الصلاة والسلام أن تحرم من التنعيم، أمر أخاها،(2) العمرة ليست داخلة في هذا العموم المخصوص عند الجمهور، في حديث عائشة في حق المكيين ومن في حكمهم، ومن منهم في مكة، أما من كان خارج مكة، فإنه يحرم إن كان داخل المواقيت من مكانه، مثل أهل الشرايع، ونحو ذلك، يحرمون من بيوتهم، ويدخلون.
فالمكي إذا جاء يريد العمرة، يحرم من الميقات الذي يمر به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه البخاري (1524) ومسلم (1181).
(2)عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الوَدَاعِ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ، فَقَدِمْنَا مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَلَمْ يُهْدِ، فَلْيُحْلِلْ، وَمَنْ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَأَهْدَى، فَلاَ يُحِلُّ حَتَّى يُحِلَّ بِنَحْرِ هَدْيِهِ، وَمَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ، فَلْيُتِمَّ حَجَّهُ» قَالَتْ: فَحِضْتُ فَلَمْ أَزَلْ حَائِضًا حَتَّى كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَلَمْ أُهْلِلْ إِلَّا بِعُمْرَةٍ، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَنْقُضَ رَأْسِي وَأَمْتَشِطَ، وَأُهِلَّ بِحَجٍّ وَأَتْرُكَ العُمْرَةَ، فَفَعَلْتُ ذَلِكَ حَتَّى قَضَيْتُ حَجِّي، فَبَعَثَ مَعِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْتَمِرَ مَكَانَ عُمْرَتِي مِنَ التَّنْعِيمِ .
أخرجه البخاري (319) ومسلم (1211) .