مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - الحج 1435
السؤال :

يقول السائل : هل يجوز الإحرام يوم السابع من ذي الحجة؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; السنة الإحرام اليوم الثامن، كما أنه لا يشرع التقدم على الميقات المكاني فلا يشرع التقدم على وقت الإحرام الزماني، هذا وقتٌ زماني للإحرام وهذا ميقاتٌ زماني للإحرام، وهذا ميقاتٌ مكاني للإحرام، فكما لا يشرع التقدم على الإحرام المكاني، لا يشرع التقدم على الميقات الزماني، ولهذا الذي تقدم على الميقات المكاني في الحقيقة يتقدم في المكان وفي الزمان، لأنه لا يشرع أن يحرم إلا من الميقات، وفي الغالب أن وقت إحرامه في الميقات غير وقت إحرامه من بلده، فلهذا هذا كلام السنة والأيسر، يعني السنة هو الأيسر وأفضل. ولهذا في حديث أبي أيوب عند أبي يعلى، يروى عن وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ وفيه ضعف من طريق أبي سورة لكن معناه صحيح قال عليه الصلاة والسلام: ((يستمتع أحدكم بحله ما شاء))(1) يعني يتمتع الإنسان بحله، جاء رجل إلى مالك –رحمه الله- قال: يا أبا عبد الله أريد أن أحرم من المسجد؟ يعني يحرم من مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ما يحرم من الميقات، قال أحرم من حيث أحرم النبي –عليه الصلاة والسلام-، قال: يا أبا عبد الله إنما هي أميالٌ أو قال أمتار يسيرة، قال أبو عبد الله مالك قال: أخشى عليك الفتنة، قال: وأي فتنة في أن أتقدم أميال؟ أي فتنة؟ قال: الفتنة أن ترى أنك هديت إلى سنةٍ لم يهدى إليها النبي عليه الصلاة والسلام ، النبي ما أحرم من المسجد، أحرم من الميقات، وأنت تحرم من المسجد؟! هذه هي الفتنة، ثم تلى الآية: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[النور:63]. فالإنسان لا يتقدم لأن التقدم بين الدليل والسنة غير مشروع تارةً يحرم، فتحرم في يوم ثمانية لكن العلماء يقولون لو تقدم الإحرام جائز إحرامه، وهناك خلاف سبق الإشارة إليه. نعم، الإحرام يكون قريب من الزوال، والضحى قريب من الزوال كما جاء في حديث ابن عباس. نعم، إذا أراد أن يتوجه إلى عرفة في الفجر يعني؟  فالأظهر أنه يؤخر الإحرام، ما دام ما قصد منى، ما دام أنه لا يقصد منى فالأظهر والله أعلم أنه يؤخره حتى أن تطلع الشمس، هذا الأحسن. يحرم في الطريق لا بأس إذا لم يتوجه إلى منى، فلا يخالفها مرتين من جهة الإحرام قبل الوقت في الزمان، وكذلك أيضاً من جهة أنه يتوجه إلى عرفة ولا يتوجه إلى منى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه البيهقي في سننه وقال: إسناده ضعيف٬ واصل ابن السائب منكر الحديث. قَالَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ، السنن الكبرى ٬31­5/30 وضعفه الألباني كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 1/249.


التعليقات