يقول السائل : ما حكم من تحلل بأخذ شعرات بسيطة من جميع الرأس؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
ما دام أخذت من معظم الرأس فهذا مجزئ عند جمهور العلماء، ولا يشترط على الصحيح أن تأخذ من كل الشعر، هذه المسألة فيها خلاف على أربعة أقوال؛ قيل يجزئ ثلاث شعرات كما هو مذهب الشافعي، وقيل ربع الرأس كما هو مذهب أبي حنيفة، وقيل يعمم الشعر، وليس معنى ذلك أن يأخذ من كل الشعر وهو مذهب مالك، وقيل قول رابع وهو المذهب أنه يجب الأخذ من كل شعرة، وهذا قول بالتضييق ولا يمكن الأخذ به وإن قاله الكثير من المتأخرين من الحنابلة، والصواب الوسط فيما اشتهر مذهب الإمام أحمد –رحمه الله- من عند المتأخرين مع أنه لا يكون قول أحمد –رحمه الله- لكن من المتأخرين، ولا مذهب أبي حنيفة ولا الشافعي، بل هو قول مالك –رحمه الله- وهو الموافق لقوله تعالى: {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ}[الفتح:27] ، وليس معنى مقصرين أنك كلما تحلق شعرك تقصر في شعرك، المراد التعميم، والنبي صلى الله عليه وسلم قال:"قصروا"(1) ومعلومٌ أن القص يكون بأنواع من المقصات وفي الغالب أنها لا يمكن للإنسان أن يتحقق أو يغلب على ظنه أنه يأتي بكل شعره، بل يكون على سبيل التعميم، فإذا عممت فيجزئ إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في موطأ مالك (1134) حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ هَبَّارَ بْنَ الأَسْوَدِ، جَاءَ يَوْمَ النَّحْرِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَنْحَرُ هَدْيَهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْطَأْنَا الْعِدَّةَ , كُنَّا نَرَى أَنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ عَرَفَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: اذْهَبْ إِلَى مَكَّةَ، فَطُفْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ، وَانْحَرُوا هَدْيًا إِنْ كَانَ مَعَكُمْ , ثُمَّ احْلِقُوا أَوْ قَصِّرُوا وَارْجِعُوا، فَإِذَا كَانَ عَامٌ قَابِلٌ فَحُجُّوا وَأَهْدُوا، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعَ. ,فهو عن عمر رضي الله عنه موقوفا عليه.