الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; المزدلفة كغيرها من المشاعر، ومشاعر الحج أقسام منها ما هو مشعرٌ وليس بحرم كعرفة، ومنها ما ليس حرماً ولا مشعر كعرنة، وكذلك منها ما هو حرمٌ ومشعر وهو مزدلفة وكذلك منى، ولكن في قوله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}[البقرة:198]، والمشعر الحرام المزدلفة كلها مشعر، قال: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}، النبي عليه الصلاة والسلام لما أنه أصبح وصلى الفجر وقف قريب من الجبل(1)، وسماه المشعر الحرام بقربه من مسجد منى وكما أنه وقف عليه صلى الله عليه وسلم قريب من جبل إيلان يسمى جبل الرحمة. فسميت مشعر لأنها حرم ومشعر، ولأن النبي عليه الصلاة والسلام نام تلك الليلة، ولم يذكر يعني أنه فعل في تلك الليلة قبل الفجر ما فعله في عرفة، أنه قام يدعو إلى الله، لا، إنما فعل ذلك في المزدلفة. فكما أن وقوفه في عرفة في ذلك المكان ليس بواجب بل قصده على سبيل التضييق على الناس، هذا غير مشروع، كذلك أيضاً في المزدلفة حيث وقفت والمشعر من المشاعر وهي المعالم في مزدلفة وفي منى وغيرها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)حديث جابر في وصف حجة النبي صلوات الله عليه أخرجه مسلم (1218).