• تاريخ النشر : 26/07/2016
  • 200
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما حكم التصوير وشرب الدخان للمحرم ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; التصوير: فيه خلاف، وأنه أنواع، وأن من التصوير ما يكون يدوياً، ومن التصوير ما يكون بالألة، وأن الحديث " أشدّ الناس عذاباً الذين يضاهون بخلق الله". متعلق بالتصوير اليدوي، لكن التصوير يباح في حالات خاصة إذا كان فيه مصلحة أو حاجة، كالتصوير للأوراق الرسمية كالبطاقة.(1) أما شرب الدخان: فمحرم، للمحرم ولغير المحرم، والمحرم أشد، لأنه متلبس بحرمة الإحرام، ربما تكون داخل حدود الحرم، أو تكون مثلاً في وقت معظم حرمته، شهر رمضان مثلاً أو في غيره من الأشهر، فالدخان حرام، وكلمة أهل العلم اليوم تطبق على أنه محرم، وأنه من الخبائث، وضرره لا يجادل فيه أحد، وأجمع الأطباء على أنه قاتل بطيء، وأجمعوا على ما فيه من المفاسد، وذكروا فيه العشرات من المواد السامة ، يعني لو يطلع عليها المدخن لهاله ما فيه من المواد، يعني الإنسان لا يجوز له أن يدخل المادة الضارة إلى بدنه، مادة يتمضمض بها، فكيف يمص هذا الدخان إلى داخل جسمه، وأجهزة جسمه، وأيضاً يكون ضاراً لغيره، ضرره على أولاده وزوجه، ما يسمى بالتدخين السلبي، يعني كثير من الناس ربما يكونوا كالمدخن، وإن ولم يشرب الدخان، كالمدخن، بسبب أنه مجتمع بقوم يدخنون فيصله الدخان، قد يصل 10%، 20%، 30%، حسب المكان الذي هو فيه، وفي الحقيقة هذا ضرر، ولا يجوز لك أن تجلب الضرر لنفسك، أولغيرك، وكم حصل من الضرر على كثير من البيوت! فالواجب الحذر منه، والتحريم، وهو وإن كثر تناوله لكنه حرام، لا يجوز، بل كان بعض أهل العلم يقول: أن الدخان من الكبائر، والقول أنها من الكبائر ليس ببعيد في الحقيقة، بل كان بعض أهل العلم في هذه البلاد أول ما خرج الدخان كانوا يجلدونه حد شارب الخمر، لأنه نهى عن كل مسكر ومفتر(2)، والدخان مفتر عند أبي سلمة وعند أبي داود، وإن كان استقر عليه أنه ليس مسكراً، لكن بعض أهل الحق قالوا أنه مسكر، لأن له نشوة خاصة حينما ينقطع عنه فيشربه، يحصل له نشوة، ربما يغيب هذه النشوة عقله، فيكون كالسكران، لأن بعض أهل العلم يرى: أن كل ما يؤكل مما يغيب العقل يرى أنه مسكر، وإن لم يكون من المسكرات، بل إن بعض ما يغيب العقل أشد من المسكر مثل أنواع المخدرات، والدخان هذا أقبح من المخدرات، لأن الإسلام له صيانة وعناية بأمر العقل حتى يُحفظ من كل ما يغيبه، أو يسبب له خدوراً، لأن المسلم يجب عليه أن يحفظ عقله، ولهذا أول ما خرجت القهوة قديماً شدد في هذا بعض الناس، لكن لأنها أول ما خرجت لم يكن يُعلم، لما باشرت على بعض أهل العلم قديماً في كثير في بلاد المسلمين، ليس في هذه المدينة، في بلاد المسلمين حينما خرجت كانت ربما قد يشربها ثم ينقطع عنها، ويجد حاجته إليها، ربما تجد نشوة، حتى إن بعضهم حرمها، وقال: قولوا لإخواني عن القهوة انتهوا، ولا تجلسوا في مجلس هي فيه، لكن مر بعد ذلك أنها ليست كذلك وإنها مشروب يعد من الطيبات، وإنما اشتبه أمرها، أما الدخان فأمره واضح ما فيه من الفساد، والضرر، وما فيه من نوع من التخدير، لذلك الواجب الإقلاع عنه لظهور فساده وتحريمه.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)عن عبدالله بن مسعود، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن أشدّ الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصورون". أخرجه البخاري رقم (5950)؛ ومسلم رقم (2109). وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أشدّ الناس عذاباً الذين يضاهون بخلق الله". أخرجه البخاري رقم (5954)؛ ومسلم رقم (2107). (2)عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كل مسكر ومفتر » . أخرجه أبو داود في الأشربة (3686) ، وفي مسند أحمد بن حنبل (6/309( قال: الحافظ الزين العراقي: إسناده صحيح وصححه السيوطي في الجامع الصغير. وفيه من إضاعة المال واستهلاك


التعليقات