الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; إن كان يمكن أن يحج وأُذن له في الحج فلا بأس أن يحج، يعني المعنى أنك مادام عندك ساعات يمكن أن يكون لك رخصة من العمل ولم يتيسر لك إلا في يوم عرفة، ما في مانع أنك تذهب إلى عرفة في وسط النهار أو في آخر النهار، فإذا وقفت في عرفة تم حجك، لم يبقى عليك إلا بقية الأعمال فإن أمكنك أن تقف بمزدلفة وجب عليك، ما أمكنك أن تقف بمزدلفة مُنعت لا شيء عليك، ولا دم عليك إذا كنت قد مُنعت بسبب العمل، كذلك منى: إن أمكنك أن تبيت وجب عليك، ما أمكنك أن تبيت سقط عنك كما أسقطه النبي صلى الله عليه وسلم عن السقاة والرعاة، ورخص للعباس في السقاية في مكة بترك المبيت، ثم الرمي: تجتهد في الرمي إن أمكن في أي وقت بعد الزوال وجمرة العقبة ترميها قبل ذلك، وإن لم يتيسر لك أن ترميها في اليوم العاشر ترميها بعد الزوال في الحادي عشر أول، والترتيب واجب عند جمهور العلماء، لكن إن وقع على سبيل النسيان أو الجهل وضاق الوقت وخاصة إذا كان الإنسان قد سافر فالأظهر والله أعلم أن رميه صحيح ولا دم عليه، لو لم يرتب وما أمكنه استدراك ذلك لضيق الوقت أو أنه سافر، ثم ترمي الجمار فإن لم يتيسر لك ذلك فلا بأس أن تجمعها في اليوم الأخير.