يقول السائل : هناك من يقول بحق مشاركة الساعي بين الصفا والمروة في غير العمرة فما صحة هذا؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
قال تعالى:﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:158] فالنبي بين عليه الصلاة والسلام بذلك فالتطوع يكون بالطواف والذي وردت به النصوص، وجاءت أدلة بذلك ثم أجمع المسلمين إجماعًا متواصلًا عمليًا مع الأدلة على مشروعيته؛ الطواف (طواف التطوع)، ولم يزل المسلم من عهد النبي –عليه الصلاة والسلام- يطوف هنا بالبيت، بل كان الطواف معروف بالبيت في الجاهلية قبل ذلك معروف، وهذا في الحديث إجماع أما السعي فلا يعرف هذا، وليس في الآية ﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ [البقرة:158] حجة تدل على السعي لا ما يقصد ﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ [البقرة:158] من سائر أعمال الخير ونرجع إلى كلام أهل العلم في هذا ﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾[البقرة:158]
قال: ﴿فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ [البقرة:184] هنا حذف المتعلق يشعر بالعموم؛ يعني أي خيرٍ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- ذكر الطواف والسعي هذا طوف السعي الواجب ﴿فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ [البقرة:184] من سائر الخيرات من صلاة، من ذِكِر، من صيام، من دعوة إلى الله أو معروف أو بر أعمال الخير كلها هذا الذي فهمه أهل العلم، وهو الذي فسروا به الآية.