الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; إن كان يريد في أيام التشريق: فالرمي لا يكون إلا بعد الزوال، وإن كان يريد جمرة العقبة تقدم أنه يجوز عند جمهور العلماء أن ضعفة النساء تدفع من مزدلفة بعد نصف الليل، وترمي متى ما تيسر، مثلما دفعت أم سلمة رضي الله عنها(1) وسودة (2) وأسماء (3) كلهن استأذن النبي عليه الصلاة والسلام وأذن لهن، وأم سلمة كانت قوية رضي الله عنها وكذلك أسماء ، فتدفع قبل ذلك وإن كان معها أحد من الرجال فلا بأس أيضاً أن يرمي معها لأنه تابع لها والمرء مع رحله.  

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بأم سلمة ليلة النحر، فرمت الجمرة قبل الفجر ثم مضت فأفاضت، وكان ذلك اليوم اليوم الذي يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم - تعني عندها. أخرجه وأبو داود (1942)،الدارقطني(2/276). والحاكم في المستدرك (1/641). والبيهقي (9846). وقال ابن حَجَر في الدراية (2/24) : إسناده صحيح. (2) عن عائشة رضي الله عنها قالت :  استأذنت سَوْدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المُزْدَلِفة أن تَدْفَع قَبْلَه وقبل حَطْمَة الناس وكانت امرأة ثَبِطة قالت فأَذِن لها فخرجت قبل دَفْعه وحَبَسنا حتى أصبحنا فدفعنا بدفعه ولأن أكون استأذنتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذَنَتْه سَوْدة أحبُّ إلى من مَفْرُوح به  أخرجه البخاري (1681) ".و مسلم (1290) (3) عن أسماء رضي الله عنها أنها نزلت ليلة جمع عند المزدلفة، فقامت تصلى، فصلت ساعة، ثم قالت:   يا بنى هل غاب القمر قلت لا. فصلت ساعة، ثم قالت هل غاب القمر؟ قلت: نعم. قالت: فارتحلوا. فارتحلنا، ومضينا حتى رمت الجمرة، ثم رجعت فصلت الصبح فى منزلها. فقلت لها: يا هنتاه ما أرانا إلا قد غلسنا. قالت: يا بنى، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للظعن ". أخرجه البخاري (1679) ".و مسلم (1291).