يقول السائل : ما حكم من مر بميقاته ولم يحرم منه وأحرم من ميقات آخر؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
إن كان يقصد أنه جاوز الميقات الذي مرَّ به ولم يحرم وأحرم من ذي الحليفة، إن تيسر أن يرجع إلى ميقاته كان هو الأولى، وإن شقَّ عليه ذلك، فأحرم من ذي الحليفة تسمى اليوم بأبيار علي، مع العلم أن تسميتها بأبيار علي هي تسمية باطلة لا أصل لها، اشتهرت عند الناس والعلماء استعملوها من باب التعريف، وقد يُعرَّف بالشيء وإن كان فيه شيء من المحظور، لكن مصلحة التعبير أبلغ وأغلب لأجل المعرفة، مثل أن يذكر إنسان بلقب يكرهه الأعمش الأصم الأبكم، وإن كان في الأصل هو من الغيبة، إذا تعين طريقاً إلى معرفته، فما ذكر أن علياً قاتل الجن عندها فلا أصل له، كما قال العلماء الجن أهون من أن يثبته لعلي –رضي الله عنه-.
فالمقصود أنه في هذه الحال إذا شق عليه ذلك وأحرم من ذي الحليفة، فعلى قولٍ جيد وإحرامه صحيح ولا شئ عليه.