يقول السائل : ما حكم ترك سنة المبيت بمنى ليلة التاسع من ذي الحجة لأن المسئول عن رحلة الحج أخبرنا أننا سنذهب إلى عرفات مباشرة قبل الزحام؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
المبيت بمنى ليلة عرفة سنة عند جماهير العلماء وحكى على ذلك الاتفاق جمعٌ من أهل العلم كصاحب المغني وابن المنذر وجماعة من أهل العلم حكوا الاتفاق على أن المبيت تلك الليلة سنة وذكر ابن المنذر وغيره أثر عن عائشة الله أعلم بصحته أن عائشة رضي الله عنها لم تأت تلك الليلة إلا من آخر الليل، لكن هذا حتى لو أنها لم تأتي إلا من آخر الليل فلا يجري على قولهم ولا يكون مسعفًا لهم في أنه سنة لأن العبرة بمن لم يدركه أول الليل فأدرك آخر الليل فكأنه بات خاصة إذا كان معلوم، ثم أن عائشة رضي الله عنها فعلها لو ثبت يعتريه ما يعتريه، وسنته واضحة عليه الصلاة والسلام وقال: (( خذوا عني مناسككم ))(1) وهذا مما يحتاج إلى النظر والتأمل فيه هل من جهة أنه وقع الإجماع عليه أو لم يقع الإجماع عليه هذا مما وقع فيه الخلاف يعني مما يحتاج إلى نظر لكن هذا قول عامة أهل العلم في هذه المسألة وأنهم يقولون: لا شيء على من لم يبت بمنى ليلة التاسع كما تقدم، وينبغي للمسلم أن يحتاط في المبيت ينبغي أن يحتاط في المبيت تلك الليلة ويجتهد في المبيت إذا تيسر له، فإن لم يتيسر له ذلك فلا شيء عليه، وخاصة إذا كان هذا ليس باختياره مثل أن يكون مع جماعة أو حملة وهم الذين ألجأوه إلى مثل هذا فلا شيء عليه ولا يعتبر تارك للسنة ما دام نيته هو العمل بالسنة والإتيان بها فيبلغ بنيته أجر العاملين فكأنما بات بها ما دام أن الذي منعه منها هو غيره وهو يريد تطبيق السنة كما تقدم وكذلك أيضًا مثل ذلك لو أنه كان معه ضعفة أو كبار ويشق عليهم بل ربما يتضررون لو ذهب بهم إلى منى ويشق عليهم الوصول إلى عرفة ويخشى الزحام وحطمة الناس فإذا كان التقدم من مزدلفة وهو آكد للضعفاء ومن معهم ممن يقوم بشأنهم ويسقط عنه حينما ينتصف الليل أو بعده على قولٍ آخر فمن باب أولى المبيت ليلة عرفة في منى أنه يكون معهم والمرء مع رحله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم رقم (1297) وأبو داود رقم (1970) ، والنسائي 5 / 270 في الحج،