يقول السائل : رجل طاف ستة أشواط ثم ذهب إلى الصفا والمروة ثم تحلل فماذا يفعل وهو كبير في السن؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الجمهور يقولون يجب عليه أن يرجع، وأن يعيد الطواف تامًا وأن يعيد السعي بعد ذلك هذا قول جمهور العلماء فيمن نسي شوطًا ثم سعى فقال يعيد الطواف ؛ لأن الطواف من شرطه الموالاة بين أشواطه، يفرق بين هذا الشوط وما قبله وقالوا يعيد السعي؛ لأن من شرط السعي أن يكون بعد طواف وهذا طاف في الحقيقة وسعى قبل تمام الطواف فعندهم لابد من الطواف كاملاً.
والقول الثاني في هذه المسألة: أن سعيه صحيح، خاصة إذا وقع عن غير عمد وعن غير قصد فالسعي صحيح لكن الطواف إن تيسر أن يعيده كله فهذا أحوط، وإن شق عليه ذلك وطاف شوطًا واحدًا فلا بأس ، وإن كان الموالاة الظاهر هو وجوبها إلا بالعذر الإنسان يحتاج أن يخرج من الطواف لقضاء الحاجة مثلا أو شرب ماء أو نحو ذلك ورجع فالعلماء قالوا: لا يضر في هذا على الصحيح ومثل هذا الشخص فإن أعاد الطواف احتياطًا فهو أولى وإن شق عليه وطاف شوطًا واحدًا فلا بأس وطوافه وسعيه صحيح؛ لأن النبي -صل الله عليه وسلم- ما سئل عن شيء قدم ولا أخر إلا قال" افعل ولا حرج" (1) ويدخل في عموم قوله افعل ولا حرج تقديم السعي على الطواف، ورد نصًا في حديث أسامة بن شريك عند أبي داوود بسند صحيح أن النبي -صل الله عليه وسلم- كان يسأل في هذا اليوم "فقال رجل يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف قال لا حرج إلا عن امرئ اقترف عرض رجل مسلم فذلك الذي حرٍج وهلك "(2) وهذا نص في السعي نعم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري (1737) ، ومسلم (1306) (329) ،
(2) أخرجه أبو داود (2015) وابن ماجه (3436)، والنسائي في "الكبرى" (7512).