الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; نعم يقول الله عز وجل { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ } [البقرة:198] وثبت في البخاري من حديث ابن عباس(1) أن أهل اليمن كانوا يحجون ويسألون ويقولون نحن المتوكلون فأنزل الله عز وجل: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ }[البقرة:198] المعنى لا ينافي هذا هذا بل كونكم تعملون وتحجون خيرٌ من أن تسألوا الناس شيء، خيرٌ من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه، فلا بأس ما دام نوى الحج وأراد الحج خاصة إذا استعان بالعمل على أداء النسك أو كان هذا العمل مهنته ونفقته التي ينفقها على نفسه وأهله وأولاده فهو على خيرٍ عظيم، وروى أبو داود بسنده أن رجلاً قال: يا ابن عمر إني أحج وأكري جملي وإن قومًا قالوا: إنه ليس لك حج، قال: وما الذي يمنع ثم ذكر له معنى ما ذكر ابن عباس وأنه يحج ويكري ويعمل فهذا من العمل المشروع والمطلوب كونه يعمل { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ } [البقرة:198]. (2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)     أخرجه البخاري (1523). (2)     أخرجه أبوداود رقم (1733). والحاكم (1/618). والبيهقي (6/ 121). وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.