يقول السائل : هناك هديٌ بقيمة أربعمائة وخمسة وسبعون ريالًا وهناك هديٌ ثلاثمائة وثلاثون ريالًا فلو اتخذت هدى ثلاثمائة وثلاثون ريالًا هل علي إثم؟ وهل يجوز أن أكل من لحم الهدي؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الهدي على نوعين: نوع يقول بهذه القيمة، ونوع يقول قيمته أقل، فمادام الجميع مجزئ فلا بأس، لكن كونك تأخذ الغالي هذا أفضل، ولهذا أفضلها أغلاها ثمنًا أعلاها، لما سئل أي الرقاب أفضل قال: أغلاها أعلاها ثمنًا،(1) وكان الصحابة يغلون بها -رضي الله عنهم -، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يضحي في الشيء الثمين الكريم، هذا هو المشروع، إذا كان عنده قدره أن يأخذ الشيء الغالي الثمن هذا أولى، وأكمل، ولذا الواحدة الثمينة أفضل من اثنتين اللتين دون هذه الثمينة، أفضل إلا إذا كان الوقت وقت حاجة، فيأخذ ثنتين لأن لحمها أكثر، أما عند عدم الحاجة فتأخذ واحدة، اثنتين إذا كان إذا ما بهما لكونها أغلى وأعلى، وأفضل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، وَأَغْلَاهَا ثَمَنًا" ,
أخرجه البخاري (2518) ومسلم (136)(84).