يقول السائل : أديت العمرة في رمضان وبقيت في مكة وأريد الحج وأريد التمتع، فمن أين أحرم وهل بقائي في مكة يجعلني من أهل البلد؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; ما دمت أخذت عمرة في رمضان وبقيت في مكة فالأولى لك أن تحج مفرداً وهذه إحدى الصور التي يكون إفراد الحج أفضل، هذه الصورة هي التي يكون إفراد الحج دون العمرة، يعني قد يقول قائل: هل هنالك صورة يمكن أن يكون الإفراد في أشهر الحج أفضل من التمتع؟، نقول: في هذه الصورة وحدها، لكن هذه الصورة وهو من جاء إلى مكة قبل أشهر الحج في رمضان أو قبل ذلك فأحرم بعمرة وبقي في مكة فإنه حالته هذه المشروع أن تلبي بالحج ولا تأخذ عمرة، لماذا لا يُشرع أخذ عمرة فيكون متمتع؟ لأنه لو أمرناه بالتمتع للزم أن يفعل فعلاً لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام إلا في صورة واحدة في حالة عائشة وحدها، وعائشة عند العلماء منزلة على صورة خاصة لها ومن أشبهها، ومن أهل العلم من يقول له أن يتمتع، لكن الأظهر والله أعلم أنه في هذه الحال المشروع أن تلبي بالحج، ولا بأس أن تتمتع تمتعاً عاماً يعني تلبي بالحج والعمرة قارناً ، وبهذا يحصل لك ثلاثة أنساك: أخذت عمرة في رمضان ثم بعد ذلك تلبي بالحج والعمرة قارناً فيكون عليك هدي قران، ويجتمع لك ثلاثة أنساك بسفرة واحدة، لأنك جئت قبل رمضان فأخذت عمرة مستقلة ثم لما دخلت أشهر الحج تلبي بالحج والعمرة في اليوم الثامن وتكون قارناً أو تلبي بالحج وحده وتكون مفرداً أما أن تخرج إلى الحل وتأخذ عمرة، هذه الصورة فيها نظر ومن أهل العلم من يشدد في عدم مشروعيتها، والجمهور يقول لا بأس ويقولون لو أنه خرج من الحل ولبى بعمرة ثم دخل وطاف وسعى وتحلل يعني في أشهر الحج ثم أحرم بالحج في اليوم الثامن فإنه متمتع التمتع الخاص، والصورة الأولى أولى وأفضل.