يقول السائل : رجلٌ وكل رجلًا للحج فوكل غيره وقام بالحج، فهل يجوز ذلك؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; لا يجوز أن يفعل، من وكل إنسان، فلا يجوز للوكيل أن يوكل بغير إذن، وإن كان الوكالة ترجع إلى العرف ، والقاعدة في بعض الوكالات أن الوكيل يوكل، أنت توكل إنسان للعمل عندك في بيتك بستانك، في تجارتك، وعددك كثير، ومعلوم عادة، أن هذا الوكيل نزلته منزلة المسئول، فلا شك أنه يقوم بكل شيء، فهو يوكل غيره ممن يقوم بهذه الأعمال، لكن الوكالة في الحج معلومٌ أنه لم يوكلك إلا بعد النظر والسؤال والتحري؛ لأنه وكالة في حج يريد وكيلًا من أهل الدين، من أهل العلم فيتحرى، ثم أنت توكل غيرك هذا لا يجوز بل ولو علم ذلك لسحب الوكالة منك، ولم تكن أمينًا في هذا، لكن من حيث الجملة إذا كان شيء وقع ووكلك، ووكلت إنسان وأتى بالحج، الحج صحيح. لكن في هذه الحال إذا كنت أخذت المال هل تضمن المال وأنت تعطي لمن وكلته المال الواجب له، وتضمن أنه يقوم بالحج على الوجه اللائق الله أعلم. أما من جهة الحج فهو مجزئ وصحيح؛ لأنه غاية الأمر انه أخطأ ولهذا لو أن الإنسان صلى في مكان مغصوب صحت صلاته، والصلاة هي أعظم لو صلاها على هذا الوجه مكان مغصوب وثوب مغصوب فالصلاة صحيحة، كذلك في هذه المسألة فالحج صحيح وإن كان الموكل آثم، إنما الإشكال في المسألة المال الذي أخذه الوكيل هل يطيب له، أو لا يطيب له، هذا محتمل والمسألة تحتاج إلى مزيد من البيان.