يقول : جئت من السفر واغتسلت، ونويت حج تمتع، واعتمرت، ووصلت الفندق، وذهبت للمسجد الحرام، وطفت وسعيت، هل يجوز لي أن أذهب للتنعيم، وأنوي عمرة قبل قضاء الحج؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
إذا فرغت من عمرة التمتع، جاز لك على قول الجمهور، أن تأخذ عمرة ثانية، وتكرار العمرة، سبق غير مرة أنه لا يشرع أن تكون العمرة عقب العمرة مباشرة، هذا القول الوسط، فإذا قلنا بذلك فلا نقل كما قال بعضهم لك أن تأخذ عمرة كل يوم، أو تأخذ في اليوم عمرتين، هذا فيه نظر، حتى قال بعض العلماء "لا أدري الذين يذهبون للتنعيم، ويرجعون، يأجرون أو يعذبون"، أحدهم يكون قد طاف مائتي شوط في ذهابه وإيابه، يعني في ذهابه و إيابه، وربما يكون اليوم خاص أكثر حينما يتأخر في الطريق، لكن ربما يعوقه كثرة الزحام، فكونك تكثر من الطواف أفضل من كونك تذهب إلى عمرة، فإن أصر الإنسان على عمرة فلا بأس، والأولى أن تكون العمرة الثانية بعد العمرة التي أخذتها من الميقات بمدة يكون قد حمم فيها شعر رأسه، أي ظهر فيها شعر الرأس، كما كان يفعل أنس رضي الله عنه،(1) وقدر الإمام أحمد رحمه الله بعشرة أيام، وجاء عن علي رضي الله عنه كما عند الشافعي أنه قال بشهر، قدر ما بينهما بشهر.(2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه الشافعي في المسند (778)، والبيهقي في السنن الكبرى (4562) وفي معرفة السنن (7/46) والبغوي في شرح السنة(7/12).
(2)أخرجه الشافعي في المسند (779)، وابن أبي شيبة في المصنف (12725)،والبيهقي في السنن الكبرى(8728).