• تاريخ النشر : 08/01/2017
  • 1760
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - الحج 1436
السؤال :

يقول السائل :  أيهما أفضل الحج ماشيًا أم راكبا؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الله أعلم أفضلهما أبرهما لقلبك وأيسرهما عليك هذه القاعدة الشرعية فيما نقل عن النبي -صل الله عليه وسلم- في صفتان في عبادة قاعدة كل ما نقل فيه أمران أو صفتان في عبادة من العبادات واختلف العلماء في أيهما الأفضل فأفضلهما أيسرهما ولهذا أيهما أفضل في السفر الفطر أم الصوم؟ نقول الأفضل الأيسر النبي صام -صل الله عليه وسلم- وأفطر يقول "أنا أصوم وأفطر"(1) أقول الأيسر في حقك كذلك الحج الأيسر في حقك والغالب في الحج أن الأيسر الركوب والنبي حج راكبًا -صل الله عليه وسلم- لكن وقع الخلاف؛ لأن الله عز وجل يقول:{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}[الحج:27] (1:22) والنبي -صل الله عليه وسلم- قال لعائشة " أجرك على قدر نصبك" (2) قال بعضهم كل ما كان التعب أكثر كل ما كان الأجر أكثر وهذا ليس بالصحيح ، والقاعدة التي تقول" الأجر على قدر المشقة" ليست صحيحة على إطلاقها، وكذلك القاعدة التي تقول "النفع المتعدي أفضل من النفع القاصر" ليس صحيحة على إطلاقها، وكذلك القاعدة التي تقول "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" ليست صحيحة على إطلاقها فهم عندما يبينون قد يطلقون هذه القواعد لكن يريدون التقييد، لكن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح إذا كانت مفسدة أشد وأبلغ في الضرر وتنغمر فيها المصلحة، النفع المتعدي ليس بكل حال أن يكون أفضل من النفع القاصر، في بعض الصور يكون النفع القاصر أفضل وإن كان في كثير من الصور يكون النفع المتعدي أفضل، كذلك المشقة ليس المقصود من العبادة المشقة لكن المشقة المتولدة عن العبادة بدون قصد إليها ولا تكلف هذا لا شك إما كون يقصد تكون النبي -صل الله عليه وسلم- قال "دياركم تكتب آثاركم" (3) يعني يأتوا من بعيد مادام أنهم بعيد فهو أفضل وقال لذلك الرجل يأتي المسجد "قد أعطاك الله ذلك كله" (4) يعني آجرك راجع ماشي على قدميه فإذا كان الأيسر في حقك المشي مثل الآن ربما بعض الناسإذا ركب في السيارة مع شدة الزحام وكثرة الوقوف وما اشبه ذلك يرى أن المشي أيسر في حقه كما يقع في كثير ينزل على قدميه يراه أيسر وأنفع له في هذه الحالة فلا بأس ربما يقع هذا أحيانًا في بعض الأحوال في شدة الزحام فيختار الطريق وربما يكون الركوب فالأفضل هو الأيسر وإن كان الركوب في الغالب هو الأيسر على الإنسان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه مسلم (1401) ، (2) أخرجه البخاري (1787) ومسلم (1211) (126) .
(3) أخرجه مسلم (665) (280). (4) عن أُبيِّ بن كعب قال: كان رجلٌ لا أعلم أحداً من الناس ممَّن يُصلّي القِبلةَ من أهل المدينة أبعَدَ مَنزِلاً من المسجدِ من ذلك الرجل، وكان لا تُخطِئُه صلاة في المسجدِ، فقلتُ: لو اشتَرَيتَ حِماراً تَركَبُه في الرَّمْضاء والظلمةِ، فقال: ما أُحِبُّ أن منزلي إلى جَنبِ المسجد، فنَمَى الحديثُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فسأله عن قوله ذلك، فقال: أردتُ يا رسولَ الله أن يُكتَبَ لي إقبالي إلى المسجدِ ورجوعي إلى أهلي إذا رجعتُ، فقال: "أعطاكَ اللهُ ذلك كلَّه، أنطاكَ الله ما احتَسبت كلَّه أجمَعَ" أخرجه مسلم (663)، وابن ماجه (783).


التعليقات