يقول السائل : لم أنوي النية باللفظ نويت بالقلب فقط فما حكم ذلك؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
لا يشترط التلفظ عند جماهير العلماء ( إنما الأعمال بالنيات) ولا يشرع التلفظ بالنية، لا في الحج ولا غيره أنت لا تتلفظ بالنية أنت تدخل في النسك تقول لبيك اللهم لبيك ، هذا دخول في النسك لا يجوز التلفظ بالنية، تقول: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، لكن لما كانت الأنساك أنواع فيه إفراد وفيه تمتع وفيه قران، لما كانت الأنساك أنواع يقول إنسان لبيك عمرة لبيك حجة وما أشبه ذلك، لبيك حجًا وعمرة لأجل أنه إذا عقد نيته يكون أدعى لتذكر النسك الذي نسكه، ربما يلبي لا يدري هل لبى بحج أو لبى بعمرة لأن الأنساك متنوعة حج وعمرة، ربما أنه جاء على أنه يحج فيغير، فالحاج يأخذ حج أو عمرة أو حج وعمرة فينوي بدون أن يذكر النسك ، بل يقول في نفسه بعدما يدخل في النسك، فإذا قال: لبيك عمرة لبيك حجًا وعمرة أو لبيك حجًا لا بأس بذلك وليس هذا تلفظ بالنية هذا عقد للنية، مثل ما تدخل في الصلاة تقول: الله أكبر لكن الحج له وصف خاص، وذلك أنك حينما تدخل في الحج تنوي الدخول لا يجوز لك الخروج بل أنك أحرمت وصار هذا العقد واجب التمام ولا تخرج منه إلا بعذر إلا بالشرط أو بالإحصار أو بتمام الفعل { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } ([1]) فصار بمثابة النذر، والنذر لا يصح إلا بالتلفظ، لكن الحج له وصفان يصح وإن كان يشبه النذر يصح بالنية بلا أن تتلفظ بالتلبية، لو نويت بقلبك ودخلت في النسك وكذلك لا بأس أن تلبي وهذا هو السنة لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك وقال أبو حنيفة رحمه الله: التلفظ واجب، واختاره تقي الدين لكن قال إما أن يتلفظ بالتلبية أو شيء يدل عليها مثل أن يشعر الهدي يكون معه هدي فيشعر الهدي أو يقلد الهدي هذا رأيه رحمه الله، اختار رأي الأحناف نعم.