• تاريخ النشر : 27/07/2016
  • 196
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل :لما طافت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للوداع وفي الطريق سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن ترجع بعمرة، وكانت قد طافت للوداع، ولم يأمرها النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة الطواف مع أن المدة كانت طويلة، وليست يسيرة، أم يقال أن خروجها للحل فيه انتهاء العمل بالحج؟

الإجابة


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; أولاً عندنا حديث محكم أنه عليه الصلاة والسلام قال:" لا ينفرِنّ أحدٌ حتى يكون آخرَ عهدِه بالبيتِ"(1)صحيح مسلم. وهذا الحديث واضح وصريح، قد أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت الطواف، حديث عائشة لا يخالف، لأنها حالة خاصة ومحتملة كون النبي أمرها أن تخرج إلى التنعيم محتمل والله أعلم أنها طافت، وهذا هو الظاهر أنها طافت لأنهم سألوا عن صفية، قيل قد نفرت، قالوا نعم، قال فلا إذاً، جميع أزواجه عليه الصلاة والسلام طفن رضي الله عنهن ومنهن عائشة،  والرواية الأخرى في الصحيحين واضحة:"خرجنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولا نرى إلا أنه الحجُّ، فلما قدمنا مكةَ تطوَّفْنا بالبيتِ،فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من لم يكن ساق الهديَ أن يُحلَّ، قالت: فحلَّ من لم يكن ساق الهديَ، ونساؤه لم يَسُقنَ الهديَ فأحلَلنَ،قالت عائشةُ: فحضتُ، فلم أطف بالبيتِ،فلما كانت ليلةُ الحَصبةِ قالت: قلتُ: يارسولَ اللهِ! يرجع الناسُ بعمرةٍ وحجةٍ، وأرجع أنا بحجَّةٍ؟ قال: "أوما كنتُ طُفتِ لياليَ قدِمنا مكةَ؟" قالت: قلتُ: لا، قال: "فاذهبي مع أخيك إلى التَّنعيمِ، فأهِلِّي بعمرةٍ، ثم موعدُكم كانَ كذا وكذا، قالت صفيةُ: ما أراني إلا حابستُكم،قال: عَقْرَى حَلْقَى، أو ماكنتِ طفتِ يومَ النحرِ؟ قالت: بلى. قال: لا بأس، انفِري"(2) صحيح مسلم ، هم سألوا عنها أنها حاضت ولم تطف للوداع فبين أنه لا وداع عليها فكيف بحال عائشة التي طافت، من باب أولى أن الأمر واضح وأنها قد طافت قبل ذلك، هذا واضح بلا إشكال ومبين في قصتها في الصحيحين ومن قصة صفية، والأحاديث صريحة وواضحة في هذا ولا نحتاج أن نقول أنها خرجت لمكان قريب لأنها وعدت النبي عليه الصلاة والسلام ولم تعد قالت رضي الله عنها قالت: "فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مصعد من مكة وأنا منهبطة عليها، أو وأنا مصعدة وهو منهبط منها"(3) صحيح البخاري، فواعدهم عليه الصلاة والسلام في الطريق إلى المدينة، والله أعلم.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه مسلم رقم (1211).
(2) أخرجه البخاري رقم (6157) ومسلم رقم (1329). (3) ومسلم رقم (2128).


التعليقات