يقول السائل : كنت من مدة في مكة وذهبت لجدة وأرغب في عمرة ثانية، هل هناك زمن معين بين العمرتين؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
إذا كنت في جدة، فميقاتك من جدة تحرم من مكانك وتنزل، فإذا أخذت العمرة ورجعت إلى بلدك لأنك تريد زيارة أهلك ثم تنزل لابأس أن تأخذ عمرة، لكن تأخذ عمرة من جدة وترجع لأجل أن تأخذ عمرة ثانية هذا مبالغ.يعني الإنسان أخذ عمرة مثلا من الطائف ثم رجع لا لأن يأخذ عمرة رجع لأهله، ثم بعد مدة أنشأ العمرة كما قال علي رضي الله عنه {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، قال: أجمعهما أن تنشأهما من دويرة أهلك (1)، هذا إنشاءهما فأنت في هذه الحال إذا رجعت لأهلك لأجل أن تستقر، ثم ذلك بعد أيام هذه هي العمرة التي عملها النبي عليه الصلاة والسلام وهي التي عنى بها أصحابه رضي الله عنهم فلا بأس فيه.أما ما يفعله بعض الناس الأن، نرى أسأله الناس اليوم لمن يتكلف الحرم اليوم يعني لمئات بل الألف عن عمرة التنعيم هذه ذهاب وإياب ورجوع، وبعضهم يشق على نفسه وربما يشق على غيره ومن أصحابه نرى أفواج إلى التنعيم، يعني بغير طريق مشروع.
وكونك تبقي في بيت الله سبحانه وتعالى وتكثر من الذكر والصلاة والطواف خير لك من أن تشق على نفسك وتشق على غيرك في الخروج والطلوع لا في الحرم ولا في الطرقات، فهذه أمور ينبغي لها أن نتأملها يا إخواني حتى قال طاووس بن كيسان رحمه الله: لا أدري الذي يذهبون إلى التنعيم أيعذبون أم يؤجرون (2). لأن ليكون أحدهم أن يمشي أربعة أميال ويرجع أربعة أميال فقال: سبعين أو أكثر وهو يعذب نفسه في الحقيقة وخير الهدي هدي النبي عليه الصلاة والسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف(12689) والحاكم في المستدرك (3090) وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " والبيهقي في السنن الكبرى(8704) وفي الصغرى(1499).
(2) أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" 5/ 59 (2833).