مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

لقد ظهر بين الشباب أنهم يقولون لا نتبع من المذاهب الأربعة أحداً بل نجتهد مثلما اجتهدوا ونعمل مثلما عملوا ولا نرجع إلى اجتهادهم . فما رأيكم في هذا ؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; هذا قول باطل لا يمكن أن يقول إنسان لا نرجع إلى اجتهادهم إن كان يقول لا نرجع إلى اجتهادهم بمعنى أننا ننظر في اجتهادهم، فإن وافق الحق فإننا نعمل به هذا حق، فكل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر[1]  كما قال الإمام مالك بن أنس، وإن كان قصدهم لا نرجع إلى اجتهادهم بمعنى أننا لا ننظر في كلام العلماء ولا نأخذ بأقوالهم ولا في بيانهم ولا في شرحهم للسُنَّة والأدلة من الكتاب والسنة فهذا قول باطل بالإجماع. وأهل العلم مازال بعضهم يأخذ عن بعض وتتبين السُنَّة بكلام أهل العلم، فلا يأتي إنسان يقول أنا أرجع إلى كتب السُنَّة منها مباشرة ولا أستند أي قول من أحد هذه المذاهب لا يمكن هذا فيه إبطال الشريعة؛ لأن الصحابة نقل علمهم. يلزم على كلام هذا أنه لا ينظر في قول أهل العلم مطلقاً، الأئمة الأربعة كغيرهم من العلماء الذين سبقوهم ومن بعدهم وليس خاص بالأئمة الأربعة، هؤلاء الأئمة الأربعة اجتهدوا واشتهر علمهم ظهروا - رحمة الله عليهم -؛ لأن لهم أصحاب دونت أقوالهم ومصنفاتهم يعني منهم من له مصنفات - رحمة الله عليهم - ونقل تلاميذهم أقوالهم ورسائلهم، وكان لهم أصحاب ولهم أتباع فاشتهروا، وإلا هناك أئمة كبار - رحمة الله عليهم - من مشايخ هؤلاء من قبلهم، وكذلك ممن بعدهم أئمة كبار بعضهم قد يكون أجل من هؤلاء الأئمة - رحمة الله عليهم - لكنهم لم تشتهر مذاهبهم، فليست خاصة بهذه المذاهب الأربعة. فإذا كان ذلك بمعنى إبطال أقوال العلماء هذا قول باطل ، فالعلم مفاتيحه في كلام العلماء فلا يمكن لطالب العلم أن يطلب العلم ولا أن يتبين له المسائل إلا برجوعه إلى كلام أهل العلم من الصحابة والتابعين إلى يومنا هذا. ثم إذا كان طالب العلم مبتديء فإنه يجب عليه أيضاً؛ لأنه لابد أن يكون طالب العلم المبتدئ أن يدرس على العلماء، ودراسته على العلماء تبين له كلام أهل العلم، يبينوا له كلام النبي عليه الصلاة والسلام ، يعني في الخاص من العام ،المطلق من المقيد ،الناسخ من المنسوخ، وهكذا في الأدلة، فالعلماء - رحمة الله عليهم - إنما يبينوا طرق الاستدلال، وطرق النظر والتقعيد والتأصيل والمآخذ والضوابط وما أشبه ذلك. نعم.


([1] ) انظر : سير أعلام النبلاء للذهبي 8 / 93 . وأورده العجلوني في " كشف الخفاء " : ( 1961 ) . البداية والنهاية (14/ 160). (وفيات سنة 179). وانظر مجموع الفتاوى(3/436). وجاء معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه قال  "ليس أحد إلا يؤخذ من قوله ويدع غير النبي صلى الله عليه وسلم" المعجم الكبير للطبراني :ج11/ص339 (11941).


التعليقات