الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
إذا أفطرت في بلد قد تأخرت رؤيتهم عن رؤية بلدك فالبلد الذي تفطر فيه يوم العيد إن كان الشهر ناقصاً تصوم ثلاثين يوماً إذا كنت قد حضرت أول يوم في بلدك, وإن كان الشهر تاماً يكون يوم الثلاثين في حقك يوم واحد وثلاثون هل تصومه أم لا؟ أقول الأحوط أنك تصومه لأن الصوم يجب مع عامة الناس, لقوله صلي الله عليه وسلم  عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون ). (1) رواه الترمذي قال الترمذي: حسن غريب. ومن أهل العلم من يقول لا يجب صومه لأن الشهر لا يكون إلا ثلاثين يوماً ولا يزيد لواحد وثلاثين, وهذا أمر محقق وبشروط في هذا اليوم هل هو واجب أم لا, والمحقق أنه لا يجب عليك إلا صوم  ثلاثين يوماً لقوله عليه الصلاة والسلام ( الشهر هكذا وجعل يشير بأصابعه عليه الصلاة والسلام وأنه ثلاثون يوماً)(1). والذين أوجبوه قالوا أنه لسبب خاص في صوم خاص،" الصوم يوم تصومون" هذا خاص بالشهر كله, أما يوم تصومون يشمل كل يوم صوم ومن أيام الصوم اليوم الحادي والثلاثين الذي تصومه معهم, فصومه أحوط وأبرء للذمة وخروج من الخلاف, وهذه من المسائل التي يخرج فيها من الخلاف لأنها مسألة اجتهادية, الدليل فيها محتمل فالأحواط هو الصوم .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه الترمذي (697) وابن ماجة (1660) والدارقطني (2160) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (1) أخرجه البخاري (1913) ومسلم (1080).