• تاريخ النشر : 25/07/2016
  • 262
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ما كيفية الصيام في البلاد التي يطول فيها ساعات الصوم؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; عندنا حالتين ، الحالة الأولى إن كان البلد ليس فيه ليل ولا نهار مستمر، مثل بعض المناطق التي في أقصي الشمال جداً مناطق سيبيريا و غيرها التي تكون فيها مدة الليل والنهار طويلة، ليل مدة طويلة، نهار علي هذا النحو، ومناطق أخري يكون فيها ليل ونهار يكن ثمانية عشر ساعة تسعة عشر ساعة، وربما أكثر هذه لها حكم، وهذه لها حكم، أما الأولى هذه وقع فيها خلاف، هل يقدرون؟ يعني هذا القول دعوهم يقدرون بمكة، من لم يكن عنده ليل، ولا نهار ليل متواصل، أو نهار متواصل، وقيل يقُدرون بالبلاد الأقرب إليهم، والأظهر والله أعلم أنهم يقدرون بلا شك، لكن الأحسن أن يقدروا بأقرب البلاد إليهم، مثل ما قال ستة أشهر ليل، وستة أشهر نهار، ينظرون إلي أقرب البلاد إليهم؛ ممن عنده ليل و نهار، فيقسمون ليلهم ونهارهم علي حسب هذه القسمة، فإن كان أقرب بلد إليهم عندهم مثلاً؛ الليل خمس ساعات، والنهار تسعة عشرة ساعة، فيصومون تسعة عشرة ساعة، ويقسمون صلاة الفجر والظهر والعصر علي تسعة عشرة ساعة، فيجعلوهم مثلاً نصف النهار، يعني تسعة عشرة ساعة، نصفها أو أكثر قليلاً يجعلونها صلاة الظهر، ثم يقسمون الباقي، ثم بعد ذلك بعد عدة ساعات يصلون العصر، ثم بعد ذلك يصلون المغرب، ويقسمون الباقي بين العشاء والمغرب إلي صلاة الفجر، وإذا شق عليهم قالوا الآن هذا البلد يشق علينا، أن نتقيد بها، مثل من كان عندهم ليل ونهار، والنهار عندهم تسعة عشرة ساعة، كما ما في السؤال، ماذا يجب عليهم؟ أقول يجب عليكم الصوم، إن كنتم قادرين لأن الله عزَّ وجلَّ يقول؛ {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}([1])، من كان عنده ليل ونهار فإن عليه أن يصوم ويفطر، يصوم بالنهار ويفطر إذا دخل الليل عليه، كذلك الصلاة يصلي، {أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً}([2])، والنبي  عليه السلام بين الأوقات، فتقسم إذا قالوا يشق علينا، ولا نستطيع أن نصوم تسعة عشرة ساعة، في هذه الحالة لكم أن تفُطروا، إذا تضررتم ، وفي أقرب وقت يقضي، أما القول بأنهم أن من عنده ليل ونهار يُلَحق بمكة؛ هذا قول لا أصل له في الحقيقة، و لا أظن مثلاً من يتبصر وينظر، أن يفتي في هذا القول، والقول إنهم يقدرون بمكة مثلاً ، يعني معنى ذلك ، هل يصومون خمسة عشرة ساعة، ثم بعد ذلك يفطرون هذا فيه نظر، وكيف يفطر وقد قال الله تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}([3])، هذا مخالف للقرآن، ولفعل الرسول صلى الله عليه وسلَّم، والحمد لله إذا لم يستطع فله عذره، ويُفطر ثم يقضي بعد ذلك .




([1]) سورة البقرة، الآية: 187 ([2]) سورة الإسراء، الآية: 78 ([3]) سورة البقرة، الآية: 187


التعليقات