• تاريخ النشر : 15/06/2016
  • 258
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

ما كيفية سرد صيام شعبان لمن يصوم يوما ويفطر يوما؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;  الله أعلم قد يقال صوم شهر الله المحرم أيضاً، من أخذ بالعموم قال إنه يصوم يوماً ويفطر يوماً[1]، لأن المنقول عن النبي عليه الصلاة والسلام هذا في الصوم المطلق يعني الذي ليس له صوم راتب، لأن الأحاديث جاءت في هذا بحسب الأحوال، فالنبي عليه الصلاة والسلام أخبر أخباراً عامة عن صوم يوم وإفطار يوم، وأنها أفضل الصوم ثم أخبر في بعض الأدلة، لا من قوله كما في صوم شهر محرم،وأن"وأفضلُ الصيامِ،بعد شهرِ رمضانَ،صيامُ شهرِ اللهِ المُحرَّمِ[2]". وكذلك شهر شعبان أنه كان يصومه كله إلا قليلاً، لقول عائشة رضي الله عنها: "لم يكن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الشهر من السَّنةِ أكثرَ صيامًا منه في شعبانَ[3]". فيمكن أن يقال ولعل هذا هو الأقرب إن هذا الخبر خبر عبد الله بن عمرو يقضي على تلك الأخبار، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "صُمْ أفضلَ الصومِ،صومَ داودَ[4]"، وأنه قال: "لا أفضلَ من ذلك". والذي يزيد عليه بصوم سرد المحرم أو أنه يصوم غالب شعبان أو أكثر شعبان فيسرده، قد يقال أنه ظاهره مخالف للحديث لأنه قال:"لا أفضلَ من ذلك". وهذا نكرة في سياق النفي يدخل في عمومها جميع الأخبار الأخرى التي تدل على فضل خاص، ويمكن أن يقال بطريق آخر عندنا الصوم المستقر المستمر صوم السنة كلها وهو الصوم في جميع العام، وهو أن يصوم يوماً ويفطر يومًا، وبين أن يكون صوماً مقطعاً فهذا له أن يصوم المحرم كاملا، له أن يصوم غالب شعبان، له أن يصوم الاثنين والخميس، يصوم البيض، هذا لا بأس أن يصوم.  هذه الأخبار جاءت على صفة هذا الصوم الذي يكون صوماً مفرقاً على سائر العام، وعليه وردت الأخبار وعليه تحمل الأخبار، وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يظهر والله أعلم أنه فيمن يريد الصوم في جميع العام، فصومه في جميع العام بأن يصوم يوماً ويفطر يومًا ، وإلا قد يفرقها مثل ما تقدم يسرد الأيام البيض في كل شهر والمحرم وشعبان وكذلك عن حديث عائشة قالت: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصومُ من الشَّهرِ السبْتَ والأَحَدَ والاثنين ومن الشَّهرِ الآخَرِ الثُّلاثاءَ والأربعاءَ والخمِيسَ[5]". وما ورد من أخبار في هذا الباب التي وردت من سنته عليه الصلاة والسلام، فالأقرب والله أعلم أنه يصوم يوماً ويفطر يوماً حتى في شهر الله المحرم وشهر شعبان.




[1]- في الحديث "صم صوم داود يصوم يوما ويفطر يوما"  رواه البخاري (1979). [2]- أخرجه مسلم (1163). [3]- أخرجه البخاري (1969)في الصوم، صوم شعبان، ومسلم (1156) في الصيام، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير  رمضان. [4]- أخرجه الترمذي (746) وفي «الشمائل» (306). [5]- حاشية الدسوقي على الشرح الكبير- ط: دار الفكر- موافق للمطبوع (1/ 134).


التعليقات