• تاريخ النشر : 15/06/2016
  • 240
مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : ماحكم الطيب في الصيام هل يفطر؟

الإجابة


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبع الطيب فيه خلاف، إذا كان الطيب نفس العطر، الرائحة فهذا لا يفطر، وإن كان البخور فهذا فيه خلاف: هل يفطر أولا يفطر؟ ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يفطر، منهم من قال إذا استنشقه فإنه يفطر، وذهب آخرون إلى أنه لا يفطر، أما مجرد الطيب، العطر فلا يفطر، مجرد رائحة، ونفرق بين الطيب الذي له جرم وهو الدخان يعني حينما يتبخر، فهذا إن تطيب به ولم يستنشقه هذا لا يضر، وإن استنشقه فإنه يفطر عند الجمهور. واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يفطر[1]. والاحتياط للإنسان ألا يستعمل البخور مطلقاً، أما الطيب العطر هذا فالأظهر أنه لا يفطر، وذكر بعض أهل العلم قاعدة في هذا وبسطها أبو العباس رحمه الله شيخ الإسلام: أن الصيام من عبادات المسلمين العامة لعمومهم والمفطرات بها محصورة ومعلومة، فلا يجوز أن يقال هذا يفطر، خاصة أن الطيب والبخور ونحو ذلك وهذه الأشياء يكثر فعلها وتقع والصائم مأمور أن تكون رائحته طيبة فلا يقال هذا يفطر وهذا لا يفطر إلا بدليل بين في مثل هذه العبادة العامة، ولا تلحق بغيرها بقياس غير بين أو شيء مختلف فيه أو شيء مستنبط وقع التردد في صحته من عدم صحته،فالأظهر والله أعلم أنه لا بأس به كما تقدم[2].



[1]مجموعالفتاوى (25/ 242). [2]قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (25/ 242): "الكحل ونحوه مما تعم به البلوى كما تعم بالدهن والاغتسال والبخور والطيب . فلو كان هذا مما يفطر لبينه النبي صلى الله عليه وسلم كما بين الإفطار بغيره فلما لم يبين ذلك علم أنه من جنس الطيب والبخور والدهن والبخور قد يتصاعد إلى الأنف ويدخل في الدماغ وينعقد أجساما والدهن يشربه البدن ويدخل إلى داخله ويتقوى بها الإنسان وكذلك يتقوى بالطيب قوة جيدة فلما لم ينه الصائم عن ذلك دل على جواز تطييبه وتبخيره وادهانه وكذلك اكتحاله . وقد كان المسلمون في عهده صلى الله عليه وسلم يجرح أحدهم إما في الجهاد وإما في غيره مأمومة وجائفة فلو كان هذا يفطر لبين لهم ذلك فلما لم ينه الصائم عن ذلك علم أنه لم يجعله مفطرا".


التعليقات