الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; لا يجوز تأخير الإفطار بعد غروب الشمس ، فلا يجوز تأخير الآذان بعد الغروب ولا يجوز تقديمه قبل طلوع الفجر على سبيل العمد في ذلك، أما شيء خطأ؛ فالخطأ مرفوع^[1]. لكن إذا كان يؤخر هذا تغرير بالناس على العموم وتضييع للسنة، فإذا علمت أن الأذان يكون بعد الوقت في هذه الحالة عليك أن تفطر على الوقت، مثل إن كنت في مكان وتأخر المؤذن ما في إلا مؤذن واحد وتأخر والوقت قد دخل لا تنتظره تفطر؛ لأنك لو كنت مؤذنًا لتؤذن على هذا التوقيت فأنت لا تتأخر ما دمت اعتمدت على التوقيت المعتمد فلا تنتظر الآذان، ما دمت علمت أنه تأخر أو سهى أو أخطأ فتفطر.

---

[1]- هذه القاعدة قد انعقد الإجماع عليها"أن المخطئ لا إثم عليه في فعله وقصده، ولا يعاقب عليه في الآخرة وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه "رواه ابن ماجه في سننه ( 2045 ) والحاكم في مستدركه  ( 2801 ) ، وابن حبان في صحيحه  ( 7219 ) من حديث ابن عباس ، وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي ، ورواه ابن ماجه أيضًا في سننه ( 3043 ) من حديث أبي ذر ، وضعفه البوصيري في الزوائد 2/130 ، ورواه الطبراني في معجمه الكبير (1430) من حديث ثوبان ، وضعفه الهيثمي في المجمع 6/253 ، وهو مروي من حديث غير هؤلاء من الصحابة . انظر : نصب الراية للزيلعي 2/64 ، والتلخيص الحبير لابن حجر 1/671.