يقول السائل : ما حكم من تسحر في الآذان الثانى معتقداً أنه الآذان الأول فصمنا بعد خمسة دقائق تقريباً؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الحمد لله قل" ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا"، ما دام الإنسان أكل يظن أن الفجر لم يطلع معتقد بقاء الليل فالأصل بقاء الليل، والأصل صحة الصوم، والإنسان إذا بنى على شئ وهو أصل فالصوم صحيح، بل ما هو أبلغ؛ لو أعتقد أن الليل دخل فأكل صومه صحيح. مثل ما فعل الصحابة رضي الله عنهم في حديث أسماء رضي الله عنها، حينما ظنوا أن الشمس قد غابت فأفطروا ثم طلعت الشمس فلم يقضوا(1)، فإذا كان لا يُقضى الصوم حينما يفطر الإنسان، وهو يظن أن الليل قد دخل، الأصل بقاء النهار، وعليك أن تحتار وتجتهد، ولما غلب على ظنهم أن الليل قد دخل، والإنسان مأمور بتعجيل الفطر، فأفطروا فهذا هو الأصل، فمن باب أولى إذا كان في إبتداء الصوم في أول الليل، ويأكل ويظن أن الفجر ما زال لم يطلع من باب أن الصوم صحيح، وقد تقدم معنا قول ابن عباس لما قال رجل : أشك أن الفجر طلع، قال : كل ما شككت حتى لا تشك. (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري رقم (1936).
(2) وروى بن أَبِي شَيْبَةَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الضُّحَى قَالَ سأل رجل بن عَبَّاسٍ عَنِ السُّحُورِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جلسائه كل حتى لا تشك فقال بن عَبَّاسٍ إِنَّ هَذَا لَا يَقُولُ شَيْئًا كُلْ ما شككت حتى لا تشك. انظر عون المعبود (6/340) والفتح (4/135).