مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل : هل صيام الأيام البيض لابد أن تكون ثلاثة أيام كاملة، أم لو صام يومين من البيض يحصل له الأجر كاملا؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; من صام يومًا فإنه يرى أن يكتب له أجرها، ثبت في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام، من حديث أبي إمامة عند النسائي بإسناد صحيح أنه سئل عن الصوم أو عن العمل أو نحو ذلك، قال: «عليك بالصوم فإنه لا عدل له» (1) وجاءت الأحاديث كثيرة بالمتواترة، من جعة التواتر المعنوي، في فضل الصوم، جاءت في فضل الصوم خصوصًا في بعض الأيام، ومنها صيام الأيام البيض، أو ثلاثة أيام، سواءً صمتها كلها، وهو الأكمل، أو صمت واحدًا منها، فإن الصوم مستحب، والصوم المستحب لا يجب على الإنسان، ست من شوال، يسن أن تصومها كلها، لو صام يوم، أو يومين، أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة، فهو على خير، لكن لا يلزمه أن يصوم الستة أيام، لو ثلاث أيام من كل شهر، السنة أن يصوم ثلاثة أيام وهو أفضل، صام يوم، يومين، النبي عليه الصلاة والسلام قال لعبد الله بن عمرو: «صم يومًا ولك أجر ما بقي»(2). يعني من عشرة أيام، فإذا صام ثلاثة أيام، فالحسنة بعشر أمثالها، وثلاثة أيام بشهر، وكذلك صيام الأيام البيض لا يجب أن يتمها، لكن الشيطان كما نبه على ذلك العراقي رحمه الله في بعض كلامه أن الشيطان قد دب إلى نفوس بعض الناس،وأن من صام ستًا من شوال فإن عليه أن يصومها كل عام. فحرمهم من الخير، فربما يدب في بعض النفوس بعض الوساوس، أنك إذا أردت أن تحوز على فضل هذه الأيام، أن تصومها كلها، تصوم الست من شوال، وهذا من وسوسة الشيطان، حتى يحرمك من الخير، مثل سائر الأذكار، مثل أن أقول "لا إله إلا الله وحدة لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير" (3) مائة مرة، أو عشر مرات، لو أن الإنسان قالها مائة مرة كان أفضل، قال بعضها ثم كسل عن بعضها، فهو على خير، لكن الأجر الوارد في الحديث لا يحصل إلا بقولها كلها، لكن الكلمة الواحدة من هذا الذكر على خير، النبي عليه الصلاة والسلام قال: «لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس»(4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه النسائي (4/165) وأحمد في المسند (17671)، وابن خزيمة (1893) ، وابن حبان (3426) ، والحاكم 1/421، وأبو نعيم في "الحلية" 5/175 و7/165، والبيهقي في "الشعب" (3587). (2) أخرجه مسلم (1159) (192).
(3) أخرجه البخاري رقم (6403) ، ومسلم رقم (2694).  (4)أخرجه مسلم (2697).


التعليقات