الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; الصلاة بين السواري إن كان الصف متصل وتقطع عن السواري فالسنة عدم الصف بين السواري، وروى ابن ماجة من رواية معاوية بن قرة عن أبيه أنه قال رضي الله عنه:" كنا ننهى أن نصف بين السواري، ونطرد عنها طردًا"(1). وهو حديثٌ جيد، وكذلك حديث عبد الحميد بن محمود أنه سأل أنس رضي الله عنه، أو قال: كنا في زمن أنس، أو صلينا خلف أميرٍ من الأمراء فدفعنا الناس حتى صرنا بين السواري فقال أنس بعد ذلك: كنا نتقي ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. (2) رواه الترمذي ، هذه الأخبار تدل على النهي عن الصف بين السواري إلا إذا كان الصف قصير، مثل إمام يأتم بهم وهم عددٌ قليل يأخذهم ما بين الاسطوانتين، أما إذا كان الصف طويل وكان سبب ذلك ازدحام الناس وكثرة الناس فلا بأس من ذلك، إذا كان الصف مزدحم مثل ما يقع في الحرم أو غيره، إما المراد في الحالة الثانية، ولهذا عند ازدحام الناس لا بأس، ولا تفوت صلاة الجماعة حتى ولو تقدم المأمومون على الإمام، فإن وجدت خلل فيجب عليك أن تسده.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه ابن ماجه (1002) والطبراني 19/ (39)، والحاكم1/ 218، وهو في "مسند الطيالسي" (1073)،  والبيهقي3/ 104، وصححه ابن خزيمة (1567)، وابن حبان (2219). (2) حديث أنس بن مالك عند أبي داود (673)، والترمذي (226)، والنسائي 2/ 94. والنسائى في "الكبرى" (897)  وقال الترمذي: حديث حسن، وصححه ابن خزيمة (1568) والحاكم 1/ 210 و 218. وهو في "مسند أحمد" (12339)، و"صحيح ابن حبان" (2218).