الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته نقول المسافر إذا كان في البلد أو في الطريق تصلي الرباعية قصراً, الرواتب هل تصليها أو لا تصليها؟ الجمهور على أنك تصلي الرواتب وكذلك غير الرواتب, وذهب الإمام أحمد وجماعة إلى أنك لا تصلي الرواتب لقول ابن عمر أنه قال:" إنِّي صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ فِي السَّفَرِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ، ثُمَّ صَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَحِبْتُ عُمَرَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَحِبْتُ عُثْمَانَ فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبَضَهُمْ اللَّهُ، وَاللَّهُ يَقُولُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.و في الصحيحين" أنه رأى قوما يصلون قال ماذا يصنعون؟ قالوا يتنفلون بعد الصلاة قال: لو كنت مسبحا لأتممت"(1) لكنت متنفل، أتتمت يعني قصر الصلاة لأجل أنك خف عنك في الأصل في الفرض وكذلك أيضا في النوافل, والله يكتب لك الأجر كأنك صليتها, فلهذا يشرع النوافل المطلقة دون الرواتب وإن صلى الرواتب فلا بأس لقول الجمهور، والجمهور تأول حديث ابن عمر تأويلاً يعني يجري على الأخبار فاستدلوا بها, أما الصلاة بين الأذانين قبل العصر ركعتين قبل المغرب ركعتين قبل العشاء ركعتين هذا مشروع لك ولغيرك وحينما يؤذن المؤذن وأنت في البلد أو في غيره ، قال عليه الصلاة والسلام "بين كل أذانين صلاة"(2) الإنسان حينما يأذن السنة أن يصلي ركعتين فأنت كنت مثلاً في جماعة وأذنت وتنتظرهم فصلاة الركعتين حسناً وإن كان جماعة حاضرون مستمعون فإذن ثم أقاموا فصلوا العصر فهذا لا بأس به.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) في "صحيح مسلم" (689) من طريق عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: صحبت ابن عمر في طريق مكة، قال: فصَلى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جاء رَحْلَه وجلس وجلسنا معه، فحانت منه التفاتة نحوَ حيث صَلى، فرأى ناساً قياماً، فقال: ما يَصنَع هؤلاء؟ قلت: يُسبحونَ، قال: لو كنت مسبحاً لأتممتُ صلاتي يا ابن أخي! إني صَحِبْتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السفر، فلم يَزِدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر فلم يزِدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبتُ عمر فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبت عثمان فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله: {لقد كان لكم في رَسُولِ الله أسوةٌ حَسَنَةٌ} .  وأخرجه البخاري (1102)، ومسلم (689) (8)،
(2) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ»، قَالَهَا ثَلَاثًا، قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: «لِمَنْ شَاءَ». أخرجه البخاري (624)، ومسلم (838) (304)،