يقول السائل : يا شيخ ما تقول في ما أورده الحافظ ابن حجر أن بعض الصحابة ختم القرآن في ركعة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
نعم هذا صحيح، هذا رواه محمد بن نصر المروزي عن عثمان -t-: "أنه ختم القرآن في ركعة"(1)، وجاء أيضًا عن غيره لكن جاء عن عثمان -t- أنه صلى الوتر بركعة، وأنه قرأ فيه القرآن، وهذا لا يشكل ولله الحمد، لأن الصحابة -t- كان لهم اجتهاد في مثل هذا، أحيانًا تكون القراءة على سبيل التأني، وأحيانًا يجتهد ويريد أن يختم القرآن ويجريه على لسانه جراءً سريعًا، وربما بعضهم يجريه على خاطره هذا نقل عن بعض السلف يجريه على خاطره، ويختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء. قال بعض العلماء: إنه إجراء للقرآن على الخاطر، وعن هذا وعن هذا لا يكون فيه هدرمة، ولا يكون إنما إجراء القرآن على الخاطر فيكون نوع التلاوة مع تفكر هذا لا إشكال فيه، مثل إنسان يجري القرآن على خاطره بدون يعني تلفظ بلسانه الذي يحسن الهدرمة وتدخل مفرداتها فيكون مثل التأمل، والتفكر، والتذكر بالآيات، والنظر فيها هذا لا بأس به ، وهذا الذي يحمل عليه ما نقل عن بعض السلف، أما في ليلة فهذا قد يكون في الليالي الطوال، الليل نعلم أنه ربما يبلغ (اثنتي عشر) ساعةً فلا يبعد أن يقرأه قراءةً على سبيل الإجراء، وعدم التوقف، وقراءة مستمرة لا يتخللها ركوع ولا سجود فهذا روي عن عثمان وعن بعض السلف -t-، استدلوا به على جواز الوتر بركعة، وهذا نُقل عن غيره كمعاوية(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي فتح الباري 2/482 :" وصح عن جماعة من الصحابة أنهم أوتروا بواحدة من غير تقدم نفل قبلها ففي كتاب محمد بن نصر وغيره بإسناد صحيح عن السائب بن يزيد أن عثمان قرأ القرآن ليلة في ركعة لم يصل غيرها" .وأذكرُ أن ابن كثير صحح ذلك عن عثمان رضي الله عنه في كتابه فضائل القرآن،وهو في سنن البيهقي الكبرى ج2/ص396وروى ذلك ابن أبي شيبة عن عثمان بن عفان وتميم الداري رضي الله عنهما في المصنف 1/323 وفي مصنف عبد الرزاق 3/354 :عبد الرزاق عن الثوري وأبي حنيفة عن حماد عن سعيد بن جبير أخبره أنه قرأ القرآن في الكعبة في ركعة وقرأ في الركعة الأخرى قل هو الله أحد. وقال الثوري لا بأس أن تقرأه في ليلة إذا فهمت حروفه . وفي الاستذكار ج:2 ص:475 للحافظ ابن عبد البر رحمه الله قال:"وقد كان عثمان وتميم الداري وعلقمة وغيرهم يقرؤون القرآن كله في ركعة وكان سعيد بن جبير وجماعة يختمون القرآن مرتين وأكثر في ليلة.
(2) أخرجه البخاري (3764).