• تاريخ النشر : 29/07/2016
  • 892
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

يقول السائل : ما صحة حديث" ماء زمزم لما شرب له " ؟.

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;  حديث ماء زمزم لما شرب له الأظهر ثبوته؛ لأن الحديث رواه أحمد و ابن ماجه من طريق عبد الله بن المؤمل لكن له شواهد في المعنى تدل على ثبوته. وجود كثير من الحفاظ  إسناده وتوارد على تقويته أئمة كبار " ماء زمزم لما شرب له "[1]. ومما يدل على ثبوته ما رواه مسلم من حديث أبي ذر في قصة طويلة هو أن النَّبي قال عن ماء زمزم " إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ "[2]  وعند أبو داوود الطيالسي " وَشِفَاءُ سُقْمٍ "[3]، هذا الحديث زيادة عند أبي داوود الطيالسي وإسناده صحيح،  وبعضهم ربما وهم وعزاه لأبي داود صاحب السُنَّة. وجاءت آثار في هذا الباب. والأظهر والله أعلم أن الحديث لا بأس به؛ ولتوارد العلماء على العمل به. فكانوا يجتهدون في شرب ماء زمزم، وكثير من الأئمة الكبار الحفاظ دعوا الله تعالى بالشرب من ماء زمزم بأن يرزقهم الله الحفظ والفهم . ووردَّ كثير من العلماء هذا الخبر، وأن البعض قال حدثني وساق إسناده أن النَّبي- عليه الصلاة والسلام -قال " مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ "[4]، وأنا أشربه لكذا وكذا . حتى إن بعضهم جاء مرة إلى مكة إلى بعض علماء الحديث، فأراد محدثاً أن يحدثه حديثاً فحدثه وامتنع عنه، ثم قال: إني رويت هذا الحديث، وشربت من ماء زمزم، وشربت منه لأجل أن يحدثني أحاديث كذا وكذا حديثاً، فعند ذلك أقر له وحدثه بتلك الأحاديث التي طلبها منه. وكذلك أيضاً جاء في هذا المعنى عن بعض الحفاظ، ويذكر أن الحافظ ابن حجر- رحمه الله -شرب ماء زمزم وسأل الله أن يرزقه حافظة كحافظة الذهبي - رحمه الله -. والأمام الذهبي حافظ عظيم ولهذا يقال إن علماء السُنَّة ورجال الحديث وسطوا له في مكان فهو يطلع عليه، ويراهم، ويعرفهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم رحمة الله عليه لقوة حفظه. فلا بأس من العمل به. أما الحديث الآخر " إنَّ آيةَ ما بيننا وبين المنافقِينَ أنهم لا يتضلَّعون من ماءِ زمزمَ " [5]هذا الحديث ضعيف رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف .





 ([1] ) أخرجه أحمد  (14910) و(15060). وابن ماجه (3062). [2] -  أخرجه  مسلم (2473). [3] - مسند أبي داود الطيالسي(459)، أحاديث أبي ذر الغفاري- رضي الله عنه-،جزء1، صفحة364 ([4] ) أخرجه أحمد  (14910) و(15060). وابن ماجه (3062). ([5] ) أخرجه ابن ماجه (3061)،  وكذا البخاري في التاريخ الصغير(193)، والضياء في المختارة (1/110/67).


التعليقات