الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; المراد الصور التي هي ذوات الأرواح، ولهذا أجمع العلماء على أن ما لم يكن فيه روح فإنه لا بأس به، إلا قول مجاهد رحمه الله؛ أنه يفرق بين الجمادات التي تجري فيها الحياة  وبين ما لا تجري كالشجر، فيجوز مثلًا تصوير الجبال ونحو ذلك، ولا يجوز ما تجري فيه الحياة يعني ما ينمو مثل الأشجار ونحوها. لكن الصواب قول الجمهور في هذا.والمراد بالصور هنا: هو الصور التي لا تحصل مشقة بها، الأصل لا يجوز مثل هذا حديث أبي طلحة في الصحيحين، وجاء فيه استثناء «إلا رقمًا في ثوب»(1) واختلف العلماء في هذا اختلاف كثير، لكن الشيء الذي يشق مراعاته، ولا يمكن يعني إزالته إلا بمشقة مثل ما يكثر من الصور في بعض العلب ونحو ذلك، يظهر والله أعلم لا تمنع دخول الملائكة، وإلا فالحديث عام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ» قَالَ بُسْرٌ: ثُمَّ اشْتَكَى زَيْدٌ بَعْدُ، فَعُدْنَاهُ فَإِذَا عَلَى بَابِهِ سِتْرٌ فِيهِ صُورَةٌ، قَالَ: فَقُلْتُ لِعُبَيْدِ اللهِ الْخَوْلَانِيِّ، رَبِيبِ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَمْ يُخْبِرْنَا زَيْدٌ عَنِ الصُّوَرِ يَوْمَ الْأَوَّلِ؟ فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ حِينَ قَالَ: «إِلَّا رَقْمًا فِي ثَوْبٍ» أخرجه البخاري (5958) ومسلم (2106) (85).