يقول السائل : ما صحة حديث: "لتخللن أصابعكم بالماء أو ليخللنها الله بالنار"؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
الحديث هذا لا يصح، لكن لا أدري هل هو موضوع أو ضعيف جدًا، الله أعلم(1)، وورد حديث عند الدارقطني قريب من هذا اللفظ(2)، وقد ثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يخلل أصابعه من حديث المستورد بن شداد (3) ، وحديث ابن عباس(4)، وحديث ثالث أيضًا في تخليل الأصابع، هذا هو الثابت في تخليل الأصابع، وهو حديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه حديث صحيح:"خللوا الأصابع وبالغوا في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا"(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ( لَتَنهكُنَّ الأصابعَ بالطَّهور ؛ أو لَتَنْهَكَنَّها النّارُ( .أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط» (3/122 /2674)، : حدثنا إبراهيم قال: نا شيبان بن فَرُّوخ قال : نا أبو عوانة عن أبي مسكين عن هُزَيل بن شُرَحْبيل عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول - صلى الله عليه وسلم - : ... فذكره . وقال :لم يروه عن أبي عوانة إلا شيبان .
قال ابن أبي حاتم في العلل(27/186): وسألت أبي عن حديث رواه زيد بن أبي الزرقاء ، عن سفيان الثوري ، عن أبي مسكين ، عن هزيل بن شرحبيل ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لينهكنّ أحدكم أصابعه قبل أن تنهكه النار ؟ فسمعت أبي يقول : رفعُه منكر .
(2)أخرج الدارقطني (1/195) من طريق عمر بن قيس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ، ويخلل بين أصابعه، ويدلك عقبيه، ويقول: خللوا بين أصابعكم، لا يخلل الله تعالى بينها بالنار. وهذا إسناد ضعيف:فيه عمر بن قيس، قال الحافظ في التلخيص (1/94): منكر الحديث. وفي التقريب: متروك. اهـ وانظر إتحاف المهرة (22079(.
(3) عن المستورد بن شداد صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا توضأ خلل أصابع رجليه بخنصره". أخرجه أبو داود (148)، والترمذي (40) وابن ماجه (446) وأحمد(4/229) كلهم عن عبدالله بن لهيعة به.وقد تابع عبدَالله بن لهيعة الليثُ بن سعد وعمرو بن الحارث، أخرجه ابن أبي حاتم في مقدمة الجرح والتعديل (1 / 31) ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 76، 77).
(4) عن صالح مولى التوءمة، قال:سمعت ابن عباس يقول: سأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شيء من أمر الصلاة، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((خلل أصابع يديك ورجليك))؛ يعني: إسباغ الوضوء
أخرجه الترمذي (39) وابن ماجه (447) واحمد (1/287)والحاكم (1/382) من طريق سعد بن عبد الحميد بن جعفر، عن عبدالرحمن بن أبي الزناد به.وفي علل الترمذي الكبير (ص: 24): سألت محمدًا - يعني البخاري - عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن، وموسى بن عقبة سمع من صالح مولى التوءمة قديمًا، وكان أحمد يقول: من سمع من صالح قديمًا فسماعه حسن، ومن سمع منه أخيرًا فكأنه يضعف سماعه. اهـ، وانظر مصباح الزجاجة (1/65(.
(5) عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه لقيط بن صبرة قال:قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: ((أسبغ الوضوء، وخلِّل بين الأصابع، وبالِغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا((.أخرجه أبو داود (2366)، والترمذي (788) وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ" والنسائي في "المجتبى" (114)، وابن ماجه (407) وأحمد في المسند (16381).