الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;  هذا أصله في الصحيحين من حديث سعد بن عبادة، وهو أنه «قال يا رسول الله! إن أمي ماتت ولم توص، أفينفعها أن أتصدق عنها؟ قال: نعم، قال:أرشدك أن حائط المخراف صدقة عنها»⁽¹⁾ وجاء الحديث برواية سعد رضي الله عنه قال: «فأي الصدقة أفضل؟ قال: سقي الماء»⁽²⁾؛  وهذا رواه أبو داود والنسائي من رواية سعيد بن المسيب، والحسن البصري عن سعد بن عبادة وهو منقطع؛ لأن سعيد بن المسيب والحسن لم يدركا سعد بن عبادة، توفيا قديمًا في أواخر خلافة عمر سنة خمس عشرة للهجرة فلم يدركاه، لكن هذا الحديث من هذين الطريقين يقوي أحدهما الآخر، ويكون الحديث معروف ومحفوظ، خاصة رواية سعيد رضي الله عنه، فيقوي أحدها الآخر، وقد رواه الإمام أحمد من طريق الحسن عن سعد،⁽³⁾ ورواه ابن ماجه برواية سعيد بن المسيب عن سعد(⁽⁴⁾، يعني الحديث دار على هذين الطريقين ، فالأظهر أنه لا بأس به، ويؤيده أن الحديث في الصحيحين «فأرشدك أن حائط المخراف»، والحائط في الغالب يكون فيه بئر، فلعله -والله أعلم- يعني أوقف المخراف، وأن النبي أخبره أن «أفضل الصدقة سقي الماء؟» فأوقف هذه البئر ومعها البستان، أو البستان بما فيه من بئر، فلا يتنافى بين حديث الصحيحين وهذا الحديث.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (33) أخرجه البخاري في الوصايا، باب الإشهاد في الوقف والصدقة ، برقم ( 2762). ولم أجده في مسلم. (34) أخرجه أحمد (21951) و"أبو داود في سننه رقم( 1681). والنسائي( 3664 )، وابن ماجة(3684). عن سعد بن عبادة (35) أخرجه أحمد (21951). (36) أخرجه ابن ماجة (3684).