• تاريخ النشر : 10/06/2016
  • 638
مصدر الفتوى :
اللقاء المفتوح
السؤال :

ما صحة حديث (القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف ومن قرأه صابرًا محتسبًا كان له بكل حرف زوجه من الحور العين)(1)

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ; هذا الحديث راجعته فرأيته رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس, ووضح الطبراني أنه لايروى إلا من هذا الوجه و لا يعرف إلا من هذا الشيخ, وهذا الخبر بين الذهبي وغيره أنه باطل وأن هذا الرجل محمد بن عبيد أتى بهذا الخبر الباطل, وأن هذا خبر باطل لا يصح, بل هو في الحقيقة في حكم الموضوع, فهذا إن كان بهذه الدرجة أنه وضاع متهم بذلك فهو أمرٌ واضح، فإن لم يكن كذلك فلا شك أنه خبر منكر وخبر موضوع, فإما أنه وهم في هذا الخبر، ولهذا قد يكون بعض الناس ليس وضاعًا ولا كذابًا وقد يكون عابدًا وزاهد, وهؤلاء من أكثر ما مايهم في الأخبار؛ ولذا قال السلف بعض أهل العلم: "إذا سمعت في سند فلان الزاهد فاغسل يديك منه" المقصود يعني أنه منصرف عن العلم وليس له يعني همة بالعلم المقصود يعني من باب البيان ليس المعنى أنه تحريم مسألة الزهد, إلا أنهم لما وصفوه بالزهد وسكتوا عن غيره فكأن أعلى صفاته الزهد؛ والمعنى ليس له من الأوصاف التي يثنى بها على أمثاله ممن يعتمد على رواية الأخبار؛ لأن المعتاد في باب السند حينما يثنى عن رجل لا يقال العابد فقط مجرد العابد, العابد لا يفيدنا ثقةً ولا يطمئن النفس ولا يكفي, قد يكون عابد ولا يحسن الأخبار ويروى أخبار موضوعة, فالمعنى حينما يخص بهذه الخصلة وحدها لايكفي, ولذا لو كان هذا حجة أو حافظ أو ثقة لم يسكتوا عنه فيجمعون بين وصفين, حافظ زاهد, ثقةٌ زاهد, لكن حينما يذكر بهذه الصفة فربما يكون من وصفه بهذه الصفة ربما يكون أراد أن يدرج أمره, وقد يكون هذا من بعض تلاميذه يريد أن يدرج أمره في الرواية وإلا ليس أهلًا أن يروى عنه, وهذا واقع لكثيرٍ ممن اعتنى بالعبادة وانصرف إليها ولم يعتنِ بالعلم فاختلطت عليه كثير من الأخبار الموضوعة فرواها يظن أنها أخبارٌ صحيحة, ثم هذا الخبر أيضًا كما بين أهل العلم بطلانه من جهة ذكر الحروف, وأن حروف القرآن لا تبلغ هذا ويمكن والله أعلم مما وضعه الرافضة لأنهم هم وأمثالهم يعني يقع منهم هذا؛ ولهذا قد يدندنون على بعض هذه الأخبار وأن القرآن وقع فيه, وأن القرآن على حروفٍ كثيرة أكثر من هذا وأن هذا العدد قد يفوق القرآن بضعفه أو ضعفين, وأن هناك قرآن آخر  والعياذ بالله كما يزعمون, فهذا من أباطيلهم, والحاصل أنه خبر باطل ولا يصح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط رقم (6616). وقال الطبراني بعده لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ "


التعليقات