مصدر الفتوى :
فتاوى المسجد الحرام - رمضان 1435
السؤال :

يقول السائل : هل الأحاديث التي جاءت في وصف حجة الوداع عن جابر، وعن ابن عباس، وعن ابن عمر، وعن أبي هريرة فقط؟

الإجابة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ; لا، حتى أبو هريرة روى أحاديث حجة الوداع، أبو هريرة روى أحكام مهمة، في الصحيحين عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "منزلُنا إنْ شاء اللهُ إذا فتح اللهُ الخَيْفَ، حيث تقاسَموا على الكفرِ"(1)، ولا يضر أبو هريرة رضي الله عنه، وإن كان ما روى مثلاً شيء كثير، أو بعض الأحكام، فغيره من الصحابة أيضاً، مثلاً عمر رضي الله عنه روى بعض الأحاديث مثل: "إنَّ المشركينَ كانوا لا يُفِيضُونَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ ، ويقولونَ : أشْرِقْ ثَبِيرُ ، وأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ خَالَفَهم، ثمَّ أفَاضَ قبلَ أنْ تَطْلُعَ الشمسُ" (2) صحيح البخاري، وليس له روايات كثيرة في الحج، وغيره من الصحابة أيضاً، إنما أحاديث حجة الوداع رواها جابر رضي الله عنه وسائر الصحابة، مثل ابن عباس رضي الله عنهما روى عدة أحاديث في حجة الوداع(3)، وكثير من الصحابة ممن لهم رواية أكثر منه، قد روى أقل، هذا لا يضر، ويمكن أن يكون هذه الأخبار التي رواها اكتفي بروايتها من الصحابة، ونحن نعلم أن الصحابة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام خاصة في حجة الوداع قدم الناس من كل حدب وصوب، قدمت القبائل، وفي الغالب أن الصحابة ربما يكون الرجل مع قومه،والرسول عليه الصلاة والسلام جاء في الحديث:" أنه أمر الرجل على قومه"(4)، لكن لا يعينهم على الظلم، فيمكن أن يكون أبو هريرة كان مع قومه يعلمهم ويدرسهم، فيكون هذا أولى وأفضل، عنده علم كثير سمع من النبي عليه الصلاة والسلام، وكثير ممن أسلم خاصة في حجة الوداع قد لا يتيسر لهم الوصول إليه عليه الصلاة والسلام من كثرة الزحام، وكثرة الناس عليه، ويمكن أن يشغلوه –عليه الصلاة والسلام-، وأيضاً هم في منازلهم، فيكون هنا يعلمون الصحابة ما سمعوا من النبي –عليه الصلاة والسلام-، وكان الذين قربههم أهلهم وأصحابهم، ولذلك قال الفضل وهو شاب، ابن عباس وهو شاب، وكذلك جماعة من الصحابة –رضي الله عنهم-: أسامة –رضي الله عنه- حبه، هم الذين كانوا حوله، يعني ممن يكون حوله يخدمه، فلأجل هذه المعاني قد لا يروي الكثير أو يكون لشيء مما تقدم.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) أخرجه البخاري رقم (4284)، ومسلم رقم (345). (2) أخرجه البخاري رقم (1684)، (3) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:﴿ كان الفضل بن عباس رديف رسول الله eقال: فأتت امرأة من خثعم تستفتيه قال : فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه قال : فجعل رسول الله يصرف وجه الفضل بيده إلى الشق الآخر فقالت:يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرًا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ ،قال : نعم . وذلك في حجة الوادع. أخرجه البخاري برقم (1513)، ومسلم رقم (1334).
(4) أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى مؤتة  فأمر عليهم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد فإن أميرهم جعفر فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة الأنصاري أميرهم فخرجوا قبل الشام نحو مؤتة فأصيب أمراؤهم الذين أمر رسول الله فأخذ خالد بن الوليد الراية فاصطلح المسلمون عليه فهرص الله العدوي ". وهو في المعجم الكبير للطبراني (21213).


التعليقات