يقول السائل : ما معنى حديث الصوم يوم تصوموا والفطر يوم تفطروا والأضحى حين تضحون؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد ;
حديث الصوم يوم تصوموا والفطر يوم تفطروا والأضحى حين تضحون (1) أي إذا صام الناس واشتهر وظهر ، بمعنى لو اخبرني واحد بظهور الهلال، وأعلن وجاءنا أناس واشتهر عند الناس أنه رمضان وثبت عند الناس هذا ، واستقر عندهم فجاء من يشكك مثل ما يفعل بعض الحسابين، فنقول الصوم يوم يصوم الناس والفطر يوم يفطر الناس، هو رآه وأخبر أنه رآه ، ويخبر عن يقين وثبت ، فالصوم يوم يصوم الناس، ولو وجد أنه وقع خطأ ، فلهذا لو أن الناس وقفوا يوم عرفة في العاشر ثم تبين أن اليوم التاسع هو الأمس ، والناس لم يقفوا اليوم العاشر بناء على رؤية الهلال ، تبين خطأ ووقف الناس ما هو حكم الحج ؟ صحيح بإجماع المسلمين في اليوم العاشر اليوم الثامن هو موضع خلاف ، لو وقفوا اليوم الثامن على أنه التاسع ، ثم تبين لهم بعد أن خرج نفر من عرفة ظهر بالدلائل أن اليوم هو التاسع ، واليوم هو الثامن ، فعامة العلماء أن حجهم صحيح ولا يقفون مرة أخرى ، إذاً الوقوف مرتين لا أصل له ولا يقفون مرة أخرى ، ولو كنا نقطع أن التاسع الأضحى يوم يضحي ، غدا يوم الأضحى ، والأضحى يوم يضحي الناس، وعلى هذا نقول إذا كان الصوم يوم يصوم الناس ، فعرفة يوم يعرف الناس وإن لم يرد في الحديث ؛ فعرفة يوم يعرف الناس ، لأن هذا مبني على دخول الهلال، فإذا دخل الشهر من شاء صام ومن شاء امتنع لأحكام كثيرة إلا أن يتبين الأمر بياناً قبل الحج يعني الحالة يؤخذ به.
السؤال الآخر: متى رؤية الهلال هل يكون قبل العصر أم بعد العصر ؟
الذين يتحرون الهلال في الغالب ، يتتبعونه من النهار ، فإذا كان حديد البصر، قوي البصر قد يرى فيتابعه وهو يمشي حتى قريب من الغروب ، فإذا كان عند الغروب في الغالب لا يرى لشعاع الشمس، كلما قرب من الشمس كلما انعدمت رؤيته أو ضعفت رؤيته ، فإن تابعه وغاب قبل الشمس يعني الحالة لم يولد ، وإن غابت الشمس قبله فننظر هل نراه أو لا نراه ، أي غربت الشمس وهو لا يدري يعني فقده ولم يره ، فإن رأى الهلال بعد أن غابت الشمس ولد الهلال ، وإلا فلا عبرة برؤيته قبل مغيب الشمس ولا امتثال لرؤيته قبل مغيب الشمس ، العبرة لرؤيته بعد مغيب الشمس ولو بلحظة، العبرة لعبرته بعد الغروب لا قبل الغروب لأن ولادة الهلال لا تكون إلا بعد الغروب ، لا يكون هلال إلا بعد الغروب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الترمذي (697) وابن ماجة (1660) والدارقطني (2160) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.