ما صحة حديث" من يبارك للناس في شهر ربيع الأول تحرم عليه النار"؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد ;
هذا حديث مكذوب أن من بارك للناس في شهر ربيع الأول فإن النار تحرم عليه ولذا تجد هؤلاء الكذابين والوضاعين يتلاعبون فيضعون لكل شهر حديثًا إذا كان شهر ربيع الأول وضعوا هذا الحديث، ولأن هذا الحديث أو هذا الخبر المكذوب روي في شهر ربيع وربما روي أيضًا في شهر جمادى وكأنهم كلما دخل شهر وضعوا له مثل هذا الحديث كشأن الوضاعين وهذا كذب صراح، والوضاعون لهم مقاصد كثيرة للوضع لكن سماجة الألفاظ وركاكة العبارات بينة تتبين لكل أحد، فالواجب على الإنسان أن يحذر من هذه الأشياء، والواضعون لهم طرق في هذا ولهم مقاصد وبعضهم زنادقة يريدون إفساد الدين ومن ذلك ما يذكر عن مأمون بن أحمد الهروي وكان ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة أنه ذكر مهذب الشافعي وانتشاره في بعض البلاد فساق بسند له قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الجويباري ثم ذكر حديثًا مرفوعًا إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال: يكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس هو أضر على أمتي من إبليس ويكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي، ولا يدرى هل هو الذي وضعه أو وضعه أحمد بن عبد الله الجويباري. ولا شك أن هذا من أعظم الفساد في الدين، والحمد لله كما قال ابن المبارك رحمه الله: يبقى لها الجهابذة ينخلونها نخلاً، وخاصة أن بعض الأخبار هذه سامجة وركيكة يعرفها كل أحد فمثل هذه الأخبار فالواجب هو الحذر منها والحذر من نشرها وأن الإنسان حينما يذكر شيئًا من هذا فإن عليه إذا أشكل عليه أن يسأل قبل أن ينشر أو يرسل شيئًا من هذه الأخبار وإلا دخل في ضمن من كذب على النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( من قال علي ما لم أقل فهو أحد الكاذبين أو الكاذبين) (1) ونص مسلم رحمه الله في كتاب التمييز أن من لم يبال بالرواية فإنه يدخل في عداد الكاذبين على النبي عليه الصلاة والسلام لأنه لم يتحاشى كما يقول المصنف رحمه الله في روايته عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو ليس عنده علم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه مسلم في بَابُ وُجُوبِ الرِّوَايَةِ عَنِ الثِّقَاتِ، وَتَرْكِ الْكَذَّابِينَ رقم (101).